مجلة "ذي ناشونال إنترست" الأميركية تنشر مقالاً لجيمس هولمز، يشرح فيه إمكانية إحداث اليمنيين ضربة قاتلة للمدمّرات الأميركية. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:
من المشكوك فيه، أنّ تستطيع القوات المسلّحة اليمنية، حشد حجم النار اللازم لإرسال حاملات الطائرات الأميركية، من طراز "نيميتز" أو "جيرالد فورد" إلى الهاوية.
وكما أظهرت الأشهر القليلة الماضية من القتال، فإنّ اختراق دفاعات مجموعة قتالية أميركية بهجمات متقطّعة بالصواريخ أو الطائرات من دون طيار ليس بالأمر السهل على الإطلاق، فالأجزاء الداخلية الحيوية لحاملات الطائرات الأميركية مغلّفة بدروع قوية، يصعب على الذخائر اختراقها. هذه ليست قشرة بيض.
ومع ذلك، لا توجد مظلة دفاعية مثالية. ومن المعقول أن يتمكّن اليمنيون من التسلّل عبر صاروخ كروز مضاد للسفن أو صاروخ باليستي أو طائرة من دون طيار نحو حاملات الطائرات الأميركية.
وبعبارة أخرى، يمكن لصواريخ اليمن توجيه ضربة، ولكن هل ستكون ضربة قاتلة؟
قد يستطيع اليمنيون إصابة حاملة طائرات بجروح قاتلة، إذ يمكن لصاروخ أو طائرة من دون طيار واحدة جيدة التصويب أن تدمّر أجهزة الاستشعار الهشة والمكشوفة أو معدات الاتصالات أو مجموعات القيادة، مما يؤدي إلى إخراج السفينة من المعركة حتى يتمكّن الطاقم أو حوض بناء السفن من إجراء الإصلاحات.
ويمكن أيضاً للذخيرة اليمنية أن تلحق الضرر بالطائرات الموجودة على سطح الطائرة، مما يؤدي إلى خسارتها في القوة القتالية للسفينة.
وهذا يكفي بالنسبة لليمنيين. في المصطلحات البحرية، يعدّ الهجوم الذي يحرم الوحدة من القدرة على القيام بعملها بمثابة "مهمة قتل". إنّ مهمة القتل من شأنها أن تهزم السفينة، مما يؤدي إلى توقّف جناحها الجوي - ذراعها الضاربة - عن العمل. لذا يمكن لليمنيين تحقيق النصر من دون تدمير السفينة.
فكّر في التأثير السياسي الذي يمكن أن يترتّب عن هذا القتل، خاصة إذا تمكّن اليمنيون من تسجيل صور لحاملة طائرات عملاقة محترقة، وذلك عبر نشر طائرات استطلاع من دون طيار في مكان الحادث.
وإذا اضطرت الحاملة بعد ذلك إلى الانسحاب لإجراء إصلاحات، فيمكن لليمنيين أن يفتخروا بأنّهم أرسلوا فخر الصناعة البحرية الأميركية مسرعةً من المياه الإقليمية.
في التفجير الذي استهدف المدمّرة الأميركية "يو أس أس كول" من طراز "أرلي بيرك"، الذي وقع في تشرين الأول/أكتوبر عام 2000 في ميناء عدن اليمني، صدمت الصور الفوتوغرافية للسفينة الدول الغربية والعربية. وهذا الأمر يمكن أن يتكرّر.
الخلاصة، اليمنيون لن يقوموا بإغراق حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، لكنهم يستطيعون تحويل ولو انتصار بسيط بالسلاح إلى مكاسب سياسية كبرى.