• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
إصدارات الأعضاء

سوق (الكريبتو) والانتخابات الأميركية وطبول الحرب؟


تعتبر سوق (الكريبتو - CRYPTO) سوقا للعملات الالكترونية المشفرة وهي منصة دفع رقمية تستخدم عبر الانترنت، ويشهد هذا القطاع نشاطا لم يشهده منذ إطلاق سيدة هذه العملات (البيت كوين- Bit coin) سنة /2008/ من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص مجهولي الهوية عرفوا باسم (ساتوشي ناكاموتو) واستخدمت سنة /2009/، ومن ثم توسعت دائرة هذه العملات ومنها (الإثيريوم - Ethereum) وغيرهما، و دخلت /17/ عملة مشفرة جديدة سنة /2024/ لتنضم إلى /20000/ عملة سنة /2023/ وقبلها اليوان الصيني الرقمي سنة /2022/.
 
وتؤكد الدراسات الاقتصادية الأميركية أن تسابقا محموما من المرشحين للرئاسة الأميركية للحصول على أصوات المتعاملين بالعملات المشفرة التي أصبحت قضية حاسمة في الانتخابات الأميركية لسنة /2024/ بعد ان توسع التعامل بها في السوق الامريكية والعالمية، حيث ان /20%/ من الناخبين أي كل (ناخب من خمسة / 5/ ناخبين) يدعو للتعامل بها، وتجسدّ هذا عمليا أثناء عقد (مؤتمر البيت كوين) بتاريخ 25/7/2024 في مدينة (ناشفيل في ولاية تنيسي) وحضره أكثر من /20/ ألف من المؤيدين للعملة المشفرة والمديرين التنفيذيين المهتمين بها وبصناعتها وتسويقها، وكان مجالا لسباق المرشحين للرئاسة الامريكية في تقديم الوعود لدعم العملات المشفرة،  فمثلا انقلب (دونالد ترامب) على أفكاره السابقة وبزاوية /180/ درجة حيث دعا إلى دعم التعامل بالعملات المشفرة بعد ان كان قد رفضها سنة /2019/ عندما كان رئيسا لأمريكا، وقال يومها [أنه ليس مع البيت كوين والعملات المشفرة الأخرى. مشيرا إلى أن الرموز ليست نقودا وأن قيمتها "مبنية على الهواء"، وحذر من أن الأصول المشفرة غير المنظمة يمكن أن تساعد في تسهيل تجارة المخدرات والأنشطة الغير قانونية الأخرى]، أمّا في مؤتمر للعملات المشفرة وحسب صحيفة (وول ستريت جورنال) صرح [لن أسمح للصين بالسيطرة على سوق العملات الإلكترونية وسيسعى في حال فوزه بالانتخابات المقررة بتاريخ 5/11/2024 ان تكون الولايات المتحدة الامريكية عاصمة ومقرا للعملات المشفرة الالكترونية، أن العملات المشفرة ستحدد المستقبل ويجب استخراجها وتعدينها وسكّها في الولايات المتحدة، ويجب أن تكون أميركا الدولة التي تقود هذا الطريق الذاهب إلى القمر ]؟!، وتهجم على الديمقراطيين (جون بايدن وكمالا هاريس) بانهما وقفا ضد هذه العملات؟!، ووعد بأنه سيعين فريق اقتصادي لوضع المعايير المطلوبة لتشجيع التوسع بالتعامل بها وعلى ان يقدم له تقريرا عنها خلال /100/ يوم من رئاسته لأمريكا وبما ينسجم مع شعاره (أمريكا أولا)،  وسيشكلّ  احتياطي نقدي من العملات الالكترونية يعادل الاحتياطي الذهبي وأطلق عليه (مخزون البيتكوين الوطني الاستراتيجي)، فهل سيربطها بالدولار كما حصل في ربط الدولار بالذهب سنة /1944/ في اتفاقية (بريتون وودز) وكانت أمريكا اول من خرق هذه الاتفاقية في 15/8/1971؟!، ودعا ترامب المتعاملين بالعملات المشفرة إلى ان لا يتسرعوا في بيعها وأن قيمتها ستزيد عن قيمة الذهب وانها لا تشكل خطرا على الدولار بل الخطر يأتي من الديمقراطيين، وانه اختار عضو الكونغرس (جي دي فانس) لمنصب نائب الرئيس وهو من اكبر المناصرين للعملات المشفرة ويمتلك اكثر من /100/ ألف دولار منها، وهو رئيس  لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية>
 
وانتقلت (عدوى) العملات المشفرة إلى (كمالا هاريس) المرشحة الديمقراطية وأعطت تلميحات بأنها ستدعم التعامل بالعملات الالكترونية في حال فوزها بالانتخابات، كما اكد المرشح المستقل وهو المرشح الثالث (روبرت كينيدي جونيور) وينتمي إلى  عائلة سياسية معروفة فهو ابن شقيق الرئيس الأميركي الخامس والثلاثين (جون كينيدي) وابن المدعي العام (روبرت كينيدي) وأكد أنه  في حال وصوله إلى (البيت الأبيض) سيقوم بإنشاء احتياطي بيتكوين وسيشتري /550/ قطعة بيتكوين يوميا حتى يصبح لدى الولايات المتحدة احتياطي لا يقل عن /4/  ملايين بيتكوين، لكن فرصته في النجاح ضئيلة جدا لان أمريكا لم تنتخب مستقلا منذ (جورج واشنطن) وهو اول رئيس لأمريكا لدورتين سنة 1779حتى 1789.
 
وبعد هذه التصريحات زادت أسعار البيتكوين /4%/ في التعاملات الدولية، وهنا نسأل هل يتبنى البنك الفيدرالي الأميركي العملات المشفرة ومن ثم البنوك المركزية الاخرى؟، وما هو مصير المديونية الامريكية البالغة /35/ تريليون دولار ولأول مرة في تاريخ أمريكا وبما يعادل /123%/ من قيمة الناتج الإجمالي الأميركي؟!، أم ان هذه الوعود ستذهب مع انتهاء الانتخابات الأميركية؟، وهل ستسدد أمريكا ديونها أم ستضيع على الدائنين أم ستحصل حرب عالمية مثل الحرب العالمية الثانية وانتقال السيطرة من الجنيه الإسترليني إلى الدولار الأمريكي؟، وعندها سيقال كما تقول الحكاية العربية (على نفسها جنت براقش) وتقرع طبول الحرب؟