١- ان المفاوضات بشأن الملف النووي الايراني بدأت منذ عام ٢٠٠٦ وبالتالي فهي ليست بجديدة على الطرفين (الامريكي والايراني).
٢-امريكا خاضت مفاوضات الننوي الايراني ضمن (٥+١) وتم الاتفاق عام ٢٠١٥ وهي من انسحبت منها بعهد ترامب وهي من عادت لها الان..
٣-الولايات المتحدة لا ترغب ان تكون (جزء من كل) بل تريد ان تفاوض منفردة وهي من تتفاهم مع الاخرين كما يحدث الان مع مفاوضاتها بملف (روسيا - واوكرانيا) حيث ادارت ظهرها لأصدقائها الأوربيين والأن تفعل ذات الأمر في مفاوضاتها مع ايران..
٤-الأوربيون غير راضين ان تنفرد امريكا بالتفاوض مع ايران وهم من عملوا كثيرا حتى وصلوا للاتفاق عام ٢٠١٥ وهذا ما اظهره وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستتابع عن كثب وتظل يقظة بشأن المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران لضمان توافقها مع المصالح الأوروبية).
٥-الايرانيون ارسلوا مفاوضا محترفا للتفاوض بمسقط (عباس عراقچي) ويكاد يحفظ الملف النووي عن (ظهر قلب)، فيما الاميركان ارسلوا من ليس له خبرة قط في الملف النووي وليس بأكثر من (تاجر عقارات) و(صديق ترامب).
٦-الايرانيون يعرفون انهم يفاوضون (حكومة ترامب) التي لا تشبه (امريكا التقليدية) وتبحث عن (الربح السريع) لذا لوحوا بـ (الاستثمارات ومفاتيح المال).
٧-اسرائيل تريد ان تورط امريكا بحرب منفردة مع ايران فيما ادرك ترامب ذلك فرد (سنهاجم ايران وتكون اسرائيل معنا)!
٨-ايران تعلم ان الداخل الاميركي مربك بسبب قرارات ترامب الاخيرة مثلما دول العالم اقلقتها قرارات الرسوم الجمرگية الترامبية لذا فايران تراهن على الزمن كلما تقدمت ستظهر ازمات داخلية وخارجية لامريكا وتضعف.
٩-ترامب لا يفضل الحرب بالشرق الاوسط وهذا ماقاله في دورته الاولى (لم يعد الشرق الاوسط من اولوياتنا).
١٠-الدول العربية تلقت خبر المفاوضات الايرانية الامريكية بمواقف مختلفة حيث الاعلام السعودي يتمنى ان تهاجم امريكا ايران وتلغي (المشروع الشيعي) بكل تفاصيله وتذهب للتطبيع دون منغصات، ودول عربية اخرى مجرد (مراقبة).
١١-امريكا غير منشغلة بالمفاعلات النووية الايرانية وتتخذها مجرد ورقة ضغط للمزيد من المال او (ارضاء دول الخليج) لابتزازهم.
١٢-لغة التهديد والوعيد والتجاوز القيمي التي استخدمها ترامب مع الرئيس الرئيس الاوكراني (زيلنسكي) ومع اخرين ساعدت ايران في ان يتفهم شعبها عنجهية امريكا والخشية من التطاول على المسوولين الايرانيين.
١٣-اسرائيل لاتفضل (المفاوضات) بين امريكا وايران وتتفهم منطق التفاوض والدبلوماسية الايرانية التي تعتمد الاطالة واستغلال الوقت كما يقول الكاتب الاسرائيلي يسرائيل هرئيل في صحیفة هآرتس (إن نتائج المحادثات في سلطنة عُمان (شبه) معروفة مسبقاً: فإيران ستُصدر فعلاً تصريحات معارِضة، لكنها ستوافق على تسوية مقيّدة إلى أن تمضي العاصفة. أي حتى نهاية ولاية ترامب. قادة النظام ينتمون إلى أمة الشطرنج؛ ومعروفون بأعصابهم القوية ودهاء المناورات. في هذه الأثناء، وإلى أن يرحل ترامب، سيُعيدون تأهيل حزب الله و"حماس" والميليشيات التي تسعى، مثلهم، للقضاء على إسرائيل).
١٤-مطلب ايران بأن يكون التفاوض غير مباشر ليوفر لها مساحة مناورة تسمح لها بالانسحاب دون تكلفة كبيرة إذا حاولت واشنطن إثارة موضوعات غير ذات صلة مثل القدرات الدفاعية الإيرانية أو القضايا الإقليمية.
١٥-الاعلام الايراني منقسم الى نصفين بين مجرد ناقل وبين من يرى في المفاوضات (مضيعة للوقت) كما في صحيفة كيهان التي شنت هجومًا لاذعًا على بعض المسؤولين الحكوميين، ووصفت التصريحات حول احتمال تدفّق استثمارات أميركية تصل إلى 1000 أو حتى 2000 مليار دولار إلى إيران بأنها "أوهام وسوق خيالات".
١٦-الشخصيات الايرانية العلمية والدبلوماسية مثل الدكتور علي اكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني الأسبق، الذي ترأس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية خلال المفاوضات النووية، عبر عن تفاؤله بشأن المسار التفاوضي مع امريكا معتقدا ان "الظروف الدولية والإقليمية هي التي تجعل من المستحيل تجاوز هذه التحديات إلا عبر الطرق السلمية والعقلانية". يشاركه في الرأي وزير الخارجية الاسبق ايضا الدكتور محمد جواد ظريفي ورئيس الجمهورية بزشكيان ايضا..
١٧-الامام الخامنئي رغم قناعته بعدم جدوى التفاوض مع الولايات المتحدة (الشيطان الاكبر) الا انه طالب بعدم التفاؤل الزائد بهذه المفاوضات قائلا (اننا لا ننظر إلى هذه المفاوضات بتفاؤل مفرط ولا بتشاؤم مفرط).
١٨-مطالب إيران من الولايات المتحدة، تخفيف العقوبات بسرعة، والوصول إلى مليارات الدولارات المجمدة في الخارج، وتسهيل تصدير النفط، فيما امريكا مطالبها العامة عودة ايران لمستوى التخصيب المسموح به في الاتفاق النووي الأصلي (3.67%)، وان كانت التقديرات تشير إلى أن إيران لن توافق على "التراجع" والتخلي عن إنجازاتها في المجال النووي حتى الآن.
١٩-اماني الدول (المضادة للمقاومة) في المنطقة انها تنهي ملفاتها عبر استسلام المقاومة وسحب سلاحها (حماس - الجهاد الاسلامي - حزب الله - الحوثيين - فصائل المقاومة بالعراق - الحشد الشعبي) قبل ان تنتهي المفاوضات بين ايران وامريكا حتى يعتبر ذلك بمثابة (واقع حال) و (خارج التفاوض) فيما الامر اكبر تعقيدا وليس بهذه السهولة.
٢٠-خيارات الحرب والهجوم على مفاعلات ايران مستبعد وفق شعار ترامب (امريكا اولا) ولدى فريقه (التجار) الذين دفعوا المليارات من اجل فوز ترامب وآن ان يعيدها لهم واكثر، وصعب ان يحصل على تكاليف الحرب من دول الخليح لانهم سيكونون هدفا مباشرا.
٢١-العراق اكثر المستفيدين من المفاوضات بين ايران وامريكا من دول جوار ايران حيث ان رفع العقوبات عن ايران يسهل الكثير من النشاطات التجارية والاستثمارية بين البلدين وخاصة في شؤون الطاقة.
٢٢-ايران ستواجه مفاوضات مع حكومة امريكية (غير مكتملة الرؤى) ليس بشأن ملفها النووي ولكن بجميع الملفات وهذا ما اكدته الخارجية الإيرانية بعد الجولة الاولى بمسقط بان التغييرات قد يعبرعنها بعدم جدية الطرف المقابل وفقدانه النوايا الحسنة وما زلنا بمرحلة اختبار.
٢٣-تعتقد امريكا ان (روسيا بوتين) خير من تثق به بالملف الايراني وستعمل عليه حين تضعف خيوط المفاوضات وهي لا ترغب باكثر من (عدم استخدام السلاح ضد الاخرين) والابقاء على التوازن مع اسرائيل مثل (الباكستان والهند).
٢٤-في الختام نقول ان هذه (المفاوضات) لا تتحمل التأخير كثيرا فترامب يريد الذهاب الى (منطقة الخليج) سريعا ليعود بجرار ملأى بـ (المليارات من الدولارات) ولا بد من ان تكون الرحلة (بلا هدير قنابل وصواريخ) وبالتالي لا بد من التفاوض مع (دولة عاقلة) تدرك ما لها وماعليها وقادرة ان تؤثر على اهدافه..