شهدت المجتمعات الإسلامية، في العقود الأخيرة، ضغوطاً متزايدة من قبل السياسات الغربية التي اتسمت بتدخلات مباشرة وغير مباشرة، طالت الجوانب السياسية والثقافية والدينية. ويُلاحَظ أن هذه السياسات لا تستهدف الإسلام كعقيدة فقط، بل تسعى لتفكيك نسيجه الاجتماعي والمذهبي وإعادة تشكيله بما يتناسب مع أهداف الهيمنة والسيطرة.
أولاً: الخلفيات التاريخية لتدخل الغرب في البنية الدينية الإسلامية
1. مرحلة الاستعمار التقليدي: سعت الدول الاستعمارية لتفكيك المجتمعات الإسلامية عبر اختراق المنظومات التعليمية والدينية.
2. مرحلة ما بعد الاستعمار: ظهر نموذج "الإسلام المتوافق مع الليبرالية الغربية" وتم دعم شخصيات ومؤسسات دينية للترويج لإسلام ناعم.
ثانياً: أهداف السياسة الغربية تجاه الإسلام
- العقائدي: خلق تيارات متطرفة أو منحرفة.
- السياسي: إضعاف قوى المقاومة.
- الثقافي: فرض النموذج الغربي.
- الاجتماعي: إثارة الفتن المذهبية والطائفية.
ثالثاً: لماذا يُستهدف المذهب الشيعي تحديداً؟
1. ثقافة المقاومة ومفاهيمها الثورية.
2. المرجعية المستقلة عن السلطة السياسية.
3. الامتداد الشعبي والسياسي للمذهب في أكثر من دولة.
رابعاً: آليات تنفيذ المخططات الغربية
1. صناعة الفُرقة المذهبية عبر الإعلام والسوشيال ميديا.
2. التدخل في التعليم والإعلام لفرض قيم جديدة.
3. الحصار السياسي والاقتصادي على قوى المقاومة.
خامساً: آثار هذه السياسات على المجتمعات الإسلامية
- تمزق النسيج الاجتماعي.
- تصاعد الخطاب الطائفي.
- تراجع ثقة الناس بالمؤسسات الدينية.
- إضعاف الجبهة الإسلامية المشتركة.
سادساً: سبل المواجهة الفكرية والثقافية
1. تعزيز الوعي الجماهيري
2. دعم المرجعيات الأصيلة.
3. بناء خطاب ديني توحيدي.
4. إحياء الهوية الثقافية المقاومة.
خلاصة:
إن إدراك طبيعة المشروع الغربي القائم على التشظية الدينية والثقافية للمجتمعات الإسلامية يجب أن يكون من أولويات الباحثين والمثقفين. فالمواجهة تكون بالوعي وببناء مشروع حضاري مقاوم يعيد للأمة وحدتها ويؤمن بالتحرر والسيادة.