• اخر تحديث : 2025-09-28 21:00
news-details
إصدارات الأعضاء

بلا مساحيق.. "من ترومان إلى سلوان، نبوءات التوراة تحكم القرار الأمريكي، وغزة تُذبح"


في مشهدٍ يكرر نفسه منذ عقود، يُجهض مشروع وقف العدوان على غزة في مجلس الأمن، بفعل الفيتو الأمريكي الذي لم يعد يُخجل واشنطن استخدامه علنًا، بل يوظَّف كأداة لإدارة الحرب لا لإيقافها. أكثر من 6 فيتوهات استخدمتها أمريكا منذ بداية عدوان 2023 وحده، لتمنح إسرائيل وقتًا إضافيًا لقتل الأطفال، ودفن المدن، ومسح غزة من الوجود.
 
هذه ليست مجرد مواقف سياسية، بل امتداد لمعتقد ديني وسياسي عميق، بدأ منذ هاري ترومان، أول رئيس أمريكي اعترف بإسرائيل بعد دقائق من إعلانها، واعتبر ذلك تحقيقًا لنبوءة توراتية. ومن بعده قال ريغان إن نهاية العالم ستكون في الشرق الأوسط، وإن إسرائيل هي المسرح النهائي. وجاء بوش الابن ليقود "حربًا صليبية" تدمّر العراق وتُجهض المحيط العربي.

أما دونالد ترامب، فاختصر الموقف حين نقل السفارة إلى القدس، واعترف بالجولان، و"صغّر" خريطة إسرائيل كما قال، ليُمهِّد لإسرائيل الكبرى. واليوم، يقف السناتور برونيو، أحد المتطرفين المسيحيين، يحفر نفقًا في سلوان رفقة نتنياهو، في مشهد يُعلن دون مواربة أن التوراة لا تزال تُرسم على خرائط الجغرافيا.
 
في غزة، يُذبح الناس من الوريد للوريد. أكثر من 65 ألف شهيد، ودمار طال البيئة، والمنازل، والمستشفيات، وبُنى المجتمع المدني، وأكثر من 150 ألف طن متفجرات أُلقيت على القطاع. لكن العالم لا يرى إلا حماس، ويتجاهل أن غزة هي خط الدفاع الأخير عن القضية، ومصدر كل الفصائل الوطنية، ومهد الانتفاضات.
 
إسرائيل اليوم لا تكتفي بالحرب، بل تضرب عواصم الإسناد وتضغط لتفجير الجبهات العربية وتكريس التطبيع، مدفوعة بأقصى يمين ديني متطرف يرى أن لحظة هرمجدون قد اقتربت.
 
للذين يراهنون على أمريكا: كفى! هذه حرب عقيدة، وليست فقط مصالح. ولن تمنح واشنطن فلسطين دولة، ولا حرية، بل خريطة أمنية مشوّهة لا سيادة فيها، بل رقابة إسرائيلية باسم السلام.
 
المشهد الفلسطيني والعربي والإسلامي بحاجة إلى خارطة طريق جديدة، تعيد صياغة الرؤية، وتواجه النفاق الدولي، وتعيد بناء المشروع الوطني على أسس القوة لا التوسل.