ترتكز العقيدة الإسرائيلية في الاغتيالات على افتراض أن التنظيمات في المنطقة تعتمد كليًا على قادتها، وأن القضاء على القائد يؤدي إلى انهيار التنظيم.هذا الوهم الاستراتيجي قاد العدو إلى ارتكاب سلسلة من الخطايا الاستراتيجية في لبنان؛ بدأت باغتيال سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي (رض)، ثم تكررت بعد ثلاثة عقود ونيّف باغتيال سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رض)، بالمنطق نفسه، وبالاستراتيجية والعقيدة نفسيهما.
في هذه القراءة، نعيد تفكيك مشهدي الاغتيالين، ونبني صورةً مركّبة تستند إلى الوقائع والأرقام والتحليل، لنبيّن كيف تحوّل اغتيال القادة من "انتصارٍ تكتيكي" للعدو إلى كارثة استراتيجية هددت وجوده. وكيف كان دمُ السيد عباس الموسوي الشريان الذي فتح طريق انتصار عام 2000، وكيف يُكمل دمُ السيد حسن نصر الله المسار ذاته، المسار الذي سيُغيّر وجه المنطقة.