• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
مقالات مترجمة

"فورين أفيرز": الصراع على أفريقيا بين الدول العظمى يمضي على قدم وساق


ورد بموقع "فورين أفيرز" أن صراع القرن الـ21 من أجل أفريقيا يمضي على قدم وساق حاليا، إذ تعمل روسيا والصين على وجه الخصوص على تكثيف النشاط الاقتصادي والعسكري في القارة، في حين تتراجع أميركا هناك.

وذكر الموقع، في مقال طويل كتبه 3 من القادة العسكريين الأميركيين السابقين، أن كلا من الصين وروسيا ترى في القارة الأفريقية فرصا لبناء علاقات اقتصادية، وتأمين وصول إلى الموارد الطبيعية والأسواق سريعة النمو، وتشكيل تحالفات سياسية، وتعزيز نماذج الحكم غير الليبرالية الخاصة بهما.

وأشار إلى سعي روسيا لتوسيع وجودها في القارة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، موضحا أن شركات المرتزقة التابعة لها، بما في ذلك مجموعة فاغنر، تعمل الآن في جميع أنحاء القارة، من ليبيا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى إلى موزمبيق.

تنافس بين نظامين سياسيين

وبدأت الصين تنشئ القواعد العسكرية وتنفق مبالغ طائلة على مشروعات البنية التحتية لتأمين الوصول إلى الموارد ولشراء النوايا الحسنة والأصوات في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، ويروّج قادتها للنظام "البيروقراطي الاستبدادي" في بلادهم كنموذج للقادة الأفارقة الذين يسعون إلى توسيع اقتصاداتهم من دون السماح بالإصلاحات الديمقراطية، كما تمنح ممارسات الإقراض الصينية الجذابة وسياسة عدم التدخل في ما يتعلق بحقوق الإنسان وتحرير السوق والفساد، الصين تأثيرا إضافيا في الحكومات الأفريقية الفقيرة.

وبيّن المقال أن النشاط الروسي والصيني المتزايد يعمل على تحويل أفريقيا إلى مسرح للمنافسة مع الولايات المتحدة، كما كان الحال في أثناء الحرب الباردة القرن الماضي.

وقال إن زيادة النشاط الروسي والصيني في القارة سوف يتطلب مشاركة أميركية أعمق لتعزيز الاستقرار والحكم الرشيد والانفتاح الاقتصادي في أفريقيا مع مواجهة النفوذ غير الليبرالي للقوى المنافسة، الأمر الذي يستوجب اتباع أميركا إستراتيجية إقليمية قادرة على مواجهة التهديدات العابرة لحدود الدول الأفريقية، وإن أي شيء أقل من ذلك سوف يتنازل عن ميزة مهمة لأعداء الولايات المتحدة في القارة فمن المتوقع أن تنمو الفرص والمخاطر في العقود المقبلة.

إستراتيجية لقضايا شاملة

واستمر يقول إن المنافسة الأميركية الناجحة بين القوى العظمى في أفريقيا تعتمد على قدرة الولايات المتحدة على كسب الحكومات الأفريقية من خلال إستراتيجية شاملة تكافح التمرد وتعالج الأسباب الجذرية "للإرهاب"، وتضع الأساس السياسي والاقتصادي والتنموي للاستقرار والازدهار في المستقبل.

وأشار القادة الثلاثة إلى أن الافتراض بأن مكافحة الإرهاب والأولويات الأميركية الأخرى طويلة الأمد في أفريقيا سوف تتضاءل من حيث الأهمية مع اشتداد المنافسة بين أميركا والصين وقوى مهمة أخرى، افتراض خاطئ، مؤكدين أن أفريقيا ستصبح أحد مسارح هذه المنافسة.

وأوضحوا أن إدارة الرئيس جو بايدن تحتاج إلى سياسة جديدة تتضمن إبدال إدارة عملياتها في القارة عن طريق سفرائها فقط، أو النظر إلى دول القارة الـ54 على أنها جزر معزولة، وذلك بتعيين منسقين إقليميين تتجاوز سلطتهم الحدود الوطنية، أي أن تبدأ واشنطن في سبيل حماية مصالحها في القارة والحد من نفوذ منافسيها، بالتفكير على المستوى الإقليمي، لأن القضايا الملحة حاليا هي مكافحة "الإرهاب" والحد من الهجرة والمناخ وغيرها من القضايا التي تمس كل دول العالم.

التركيز إقليميا

وما تحتاج إليه الولايات المتحدة، حسب المقال، ليست إستراتيجية قاريّة شاملة، بل إستراتيجية مصممة خصيصا لمناطق معينة. وقد بدأت البلدان الأفريقية نفسها باتباع هذا النهج في منطقة الساحل، وفي حوض بحيرة تشاد والقرن الأفريقي وجنوب شرقي القارة.

وقال الكتّاب أيضا إن على الولايات المتحدة أن تضع نفسها في دور الشريك المفضل للدول الأفريقية في عصر المنافسة بين القوى العظمى، وإن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى تعريض المصالح الأميركية في القارة للخطر وربما أمن الولايات المتحدة في الداخل.

وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة قد تتجنب التورط في حروب أفريقية بالوكالة في هذه الحقبة الجديدة من المنافسة بين القوى العظمى، قائلين إن على أميركا أن تكون مستعدة لمثل هذه الصراعات.