• اخر تحديث : 2024-04-18 04:21
news-details
إصدارات الأعضاء

سورية وانتهازية الدول السبع الصناعية؟!.


أقول وبثقة بالنصر كل عام وسورية وشعبها وجيشها وقيادتها بكل خير بمناسبة عيد الفطر السعيد، أعاده الله علينا جميعاً العام القادم وسورية أبجدية التاريخ ومحوري المقاومة ومكافحة الإرهاب بكل خير، وقد بدأنا نتلمس معالم تراجع الدول المعادية لسورية كما ظهر واضحاً في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع الصناعية G7 التي تأسست سنة /1976/، وتضم المجموعة (الولايات المتحدة الأمريكية – ألمانيا – فرنسا- بريطانيا – اليابان – إيطاليا – كندا)، وكانت وقت تأسيسها تشكل نسبة /65%/ أما الآن فأقل من /45%/ من قيمة الناتج الإجمالي العالمي البالغ بحدود /92/ مليار دولار أمريكي وتشكل نسبة /10%/ من عدد سكان العالم فقط، وهنا نلاحظ أن أغلب دول الاتحاد الأوروبي ليسوا أعضاء في المجموعة ولكن تتم دعوة الاتحاد كعضو مشارك ومراقب، وأن آخر اجتماع للمجموعة كان منذ سنتين /2/ سنة في كندا ولم يصدر بيان ختامي عن مؤتمرها بسبب الخلافات الكبيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأغلب القادة الأوروبيين وحتى استهتاره بهم، وعدم الاتفاق حول كيفية مواجهة كورونا والركود الاقتصادي والأزمة المالية ومسألة الهجرة ومكافحة الإرهاب واتفاقية  المناخ العالمي والاتفاق النووي مع إيران و عودة روسيا إلى المجموعة بعد انضمامها إليها سنة /2009/ لتصبح مجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبرى G8 ولكنها انسحبت منها سنة /2017/ بسبب الموقف العدائي للمجموعة من روسيا بعد عودة جزيرة القرم إلى روسيا. 

وكان الإرباك واضحاً في اجتماع وزراء خارجية المجموعة فبدلاً عن مناقشة كيف ستواجه تداعيات وباء Covide 19 فإنهم خضعوا للإملاءات الأمريكية وتركزت اجتماعاتها حول ما لا يعنيها من ملفات دولية ومنها (سورية وروسيا ودول البلقان والصين وإيران الصين وكوريا الشمالية وغيرها)، كما أن البيان الختامي المؤلف من /12/ ألف كلمة جسد تراجع دور المجموعة على الساحة العالمية، وموقف المجموعة استدعى رداً سورياً وروسياً وصينياً وإيرانياً ومضمونه أن هذه المجموعة تعاني من الانتهازية السياسية والاقتصادية والأخلاقية والإنسانية وأنها تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وخاصة أن دولها تشهد أكبر عمليات استهتار وخرق للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، والدليل أن دولها تدعم العصابات الإرهابية مثل الخوذ البيضاء والمنظمات الإرهابية في الدول المناوئة لها، وإلا كيف نفسر عجز هذه المجموعة عن تأمين /60/ مليار دولار لمواجهة كورونا وكل دولها تئن تحت أعبائه وتداعياته وهي تدعي أنها ستؤمن جرعات اللقاح لكل العالم وللسنتين القادمتين ؟!، بل ذهب بعض المحللين الاقتصاديين إلى أكثر من هذا ، حيث اعتمدوا على أن هذه المجموعة لم تعد تشكل الدول السبع الأقوى اعتماداً على تقرير البنك الدولي سنة /2021/ والذي أكد أن الدول السبع الأقوى اقتصادياً هي [ أمريكا- الصين – اليابان – ألمانيا – الهند – بريطانيا -  البرازيل ] ، أي خرجت من المجموعة كل من (فرنسا  وكندا وإيطاليا ) وحلت محلها (الصين والهند والبرازيل)، كما استغرب الكثير من الاقتصاديين حتى الأوروبيين موقف المجموعة الرافض لتطبيع العلاقات السياسية مع سورية وعودة روسيا وتحسين العلاقة مع إيران، وخاصة أن أغلب دول المجموعة تعاني من الإرهاب وأن سورية تنوب عن العالم في مكافحته منذ أكثر من /10/ سنوات، كما تمت إدانة المجموعة من خلال موقفهم المسبق من الاستحقاق الدستوري للانتخابات الرئاسية في سورية لسنة /2021/ وادعائها بحماية حقوق الإنسان والاستحقاق الدستوري السوري ينسجم مع الدستور السوري !، وسورية تسعى لتطبيق القرار الأممي /2254/ وعودة المهجرين السوريين الذين هجرتهم العصابات الإرهابية من بيوتهم وتأمين المساعدات والخدمات لكل المناطق التي يتم طرد الإرهابيين منها، واقتصادياً بدأ الموقف الانتهازي من محاولة بعض دول المجموعة التقرب من (الصين وروسيا) وخاصة (فرنسا وألمانيا) طمعا باستثماراتهما الخارجية وضمان أسواقهما للتصدير والاستيراد، وبعد فشل مؤتمر وزراء خارجية المجموعة هل يمكن القول أن الفرصة مناسبة لتكوين نظام عالمي جديد، وأن تفعلها الصين وروسيا وإيران وسورية لعقد اجتماع دولي لتغيير خارطة العالم الاقتصادية والسياسية، ولا سيما بعد فشل الدول الغربية عن فعل أي شيء في العالم بدون الدعم الروسي والصيني، ولا سيما أن المجموعة اعترفت بالمنافسة الجدية للصين وروسيا لها، فهل هذا يمهد لتغيير خارطة العالم الاقتصادية والسياسية وأن نكون في سورية فاعلين في هذا النظام، نأمل ذلك  وكل عام وأنتم بخير ؟!.