• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
مقالات مترجمة

"التايمز": إيران تستغل اللامبالاة الأمريكية في لبنان المشلول


نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا للكاتب ريتشارد سبنسر، بعنوان "إيران تستغل اللامبالاة الأمريكية في لبنان المشلول". وقال إن بيروت هي العاصمة الرابعة التي تقع تحت سيطرة طهران، بينما تفقد فيه الولايات المتحدة اهتمامها في الشرق الأوسط.

وأضاف سبنسر أننا "ننظر بشكل كوميدي أحيانا للبلدان التي تعاني من سوء الإدارة الشديد. فنضحك على كوريا الشمالية رغم الاستبداد والمجاعة. نحن نسخر من دكتاتوريات آسيا الوسطى والانقلابات في أمريكا اللاتينية، على الرغم من كل الأهوال التي يتعرضون لها".

لكن لبنان ليس بنفس درجات الاستبداد، غير أنه سرعان ما أصبح هدفا للسخرية، على الرغم من التكاليف البشرية المروعة لانهياره الاقتصادي والسياسي شبه الكامل.

جاءت النكتة الأخيرة في عطلة نهاية الأسبوع، عندما أغلقت شبكة الكهرباء الوطنية نفسها، وقطعت الكهرباء عن البلاد. وتحتاج للاشتراك في مولد خاص لبضع ساعات في اليوم إذا أردت تشغيل ثلاجة (أو شركة)، أو إضاءة لمبة أو إعادة شحن الهاتف.

لكن الكارثة الأكثر إثارة وقعت العام الماضي، بالانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وأودى بحياة 200 شخص. واتضح أن السلطات كانت على علم بمخزونات نترات الأمونيوم القابلة للاحتراق هناك لسنوات.

ووفقا لسيناريو المحققين الأكثر ترجيحا، أمر رئيس الوزراء بإغلاق باب المستودع المكسور لحمايته ضد السرقة. لم يخبر أحد عمال اللحام بطبيعة المتفجرات بداخله.

وتوفي المزيد من جراء الانهيار الاقتصادي، حيث نفدت الأدوية في المستشفيات. وقتل 33 آخرون عندما قرر الجيش اتخاذ إجراءات صارمة ضد تخزين الوقود وصادر ناقلة مخبأة، ثم انفجرت.

يقول الكاتب إن المأساة تتزايد، الطبقات الوسطى تغادر البلاد. وبدأت البلاد الأزمة بثالث أعلى دين في العالم. وتجاوز معدل التضخم مؤخرا زيمبابوي وفنزويلا، فهل يجب أن يهتم أحد من خارج لبنان؟".

بريطانيا لديها مشاكل خاصة بها، حتى لو كانت طوابير الوقود لدينا أقصر، وخلافنا مع الاتحاد الأوروبي لا يشبه خطورة التصدعات التي تقسم الشرق الأوسط. ومع ذلك، فنحن بحاجة إلى تركيز طاقاتنا على الانقسامات الاجتماعية، والميزانيات والحدود، حسب الكاتب.

ويضيف أنه إذا لم نتمكن من إنقاذ أفغانستان، حيث استثمرنا الكثير من الوقت والكثير من الأرواح، فلماذا نتدخل نحن أو أمريكا في لبنان، بلد صغير يبلغ عدد سكانه خمسة ملايين نسمة؟

كان هذا هو "الموقف العام للبيت الأبيض في عهد كل من ترامب وبايدن. كلاهما ملتزم "بالتمحور" بعيدا عن الشرق الأوسط، نحو آسيا. ويعني ذلك بالنسبة للشرق الأوسط هو الإهمال الأمريكي، والأمل أن تجد دول المنطقة حلولا لمشاكله".

وكل إشارة على محادثات بين إيران والسعودية، أو أن دولة خليجية "تصنع السلام" مع إسرائيل، يجري التعامل معه كدليل على نجاح النهج الأمريكي. ومع ذلك، يشير انهيار لبنان إلى فشل هذا النهج، وفق الكاتب.

ويضيف "تتصرف أمريكا وكأنها مراقب محايد، لكنها ليست كذلك. الولايات المتحدة وبريطانيا حليفتان، أو على الأقل متحالفان مع إسرائيل ودول الخليج، ضد إيران ووكلائها. لطالما كان لبنان، المنقسم بين سكانه المسيحيين والسنة والشيعة، في متناول اليد. كلما قل اهتمام الغرب، كلما وجدت إيران فرصة".

بالفعل، منذ عام 2003 وغزو العراق، وسعت إيران نفوذها السياسي في بغداد ودمشق، ومن خلال الحرب الأهلية اليمنية، دخلت صنعاء. كما دفع صعود حزب الله في لبنان السياسيين المزعجين في طهران إلى الادعاء بأنهم "يسيطرون على أربع عواصم عربية".

هذه السيطرة ليست كاملة بأي حال من الأحوال، لكن طهران مع ذلك انتهزت اللحظة. وقد بدأت في إرسال وقود الديزل بسعر مخفض عن طريق الناقلات وتعرض بناء محطتين جديدتين لتوليد الطاقة.

بدأت أمريكا تنتبه فجأة، وبدأت متأخرة في التفاوض بشأن إمدادات الوقود البديلة مع حلفائها الإقليميين. تتحدث بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عن زيادة دعمها للجيش اللبناني. بالنسبة للبنانيين، فقد فات الأوان. إيران تقدم الوقود فعلا بدلا من الوعود الغامضة، حسب الكاتب.