تعقد قمة المناخ العالمية (COP26) دورتها السادسة والعشرين لسنة /2021/ في بريطانيا تحديداً في اسكتلندا مدينة (غلاسكو) لمدة /2/ أسبوع، ويعقد العالم آمال كبيرة عليها، لكن برأينا ستكون الشعارات والقرارات كبيرة أمّا التنفيذ فسيكون متواضعاً حالها حال قمة الدول العشرين التي عقدت قمتها في إيطاليا قبل يومين فقط، وقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) عن تشاؤمه من قرارات ونتائج اجتماع قمة العشرين التي تساهم دولها بأكثر من /85%/ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي والتجارة الدولية، و قادة هذه الدول كلها ستحضر في قمة المناخ مع غياب الرئيس الروسي والصيني والبرازيلي ومشاركتهم عن بعد مما سيقلل من أهمية نتائج القمة لأن هذه الدول مع أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي من أكثر دول العالم تلويثاً للبيئة وأكثرها قطعاً للأشجار، كما ستغيب ملكة بريطانيا عن الاجتماع بسبب مرضها وهذا سيقلل من أهمية القمة، لكن حضر القمة الرئيس الأمريكي (جون بايدن) ومعروف أن الرئيس الأسبق (دونالد ترامب) قرر انسحاب أمريكا من الاتفاقية، وسيتم البحث في هذه القمة حول وضع الإجراءات المطلوبة لمواجهة التغيرات المناخية التي تهدد كرتنا الأرضية.
تجدر الإشارة إلى أن فكرة تأسيس قمة المناخ تعود إلى سنة /1997/ تحديداً بروتوكول كيوتو، حيث اتفقت الدول الصناعية بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة /5%/ عن مستوياتها سنة /1990/ لكن هذا لم ينفذ، كما تم الاتفاق في مؤتمر باريس سنة /2015/ للعمل لتقليل الاحتباس الحراري ولم ينفذ أيضاً، في هذه القمة وحتى يوم 2/11/2021 اتفق القادة المجتمعون على اتفاقين اثنين هما [ احتواء غازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي وحماية الغابات والتوجه لاستخدام السيارات الكهربائية ] ، لتحقيق الهدفين السابقين لا بدّ من تخفيض الانبعاث الحراري بنسبة /30%/ حتى سنة /2030/ خاصة غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، لكن هذا يتطلب تقديم الدعم المالي لتحقيق ذلك علماً أن الدول المجتمعة في القمة موجود فيها حوالي /90%/ من الغابات العالمية، كما تم الاتفاق على خفض الاحتباس الحراري إلى /1،5/ درجة مئوية بحلول سنة /2030/ وإلى/0%/ سنة /2050/، وإذا لم يتحقق ذلك فإن العالم سيشهد ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار /2،7/ درجة مئوية مما يسبب زيادة الكوارث الطبيعية وارتفاع مستويات سطح البحار ودرجات الحرارة والأعاصير المدارية المدمرة وحرائق الغابات والفيضانات والجفاف وغيرها مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة السيد (أنطونيو غوتيريش) إلى الطلب من القادة المجتمعين زيادة الضرائب على الكربون وتقليل الاستثمارات المخصصة للوقود الأحفوري و تأسيس نظام دفاعي في السواحل لمواجهة المد البحري وتطوير منظومات رصد البراكين والعواصف وتشكيل قوة دولية للتعاون في مجال إخماد الحرائق الكبرى واستخدام السيارات الكهربائية، وقال حرفياً [أنه على زعماء العالم أن يتحركوا الآن وأن يضعوا الكوكب على مسار أخضر لأننا على حافة الهاوية]، ومع هذه النوايا الطيبة نتوقع أن تكون النتائج العملية متواضعة، وستنام أو تغفو القرارات المتخذة كالغفوة التي أخذها الرئيس الأمريكي (جون بايدن) خلال إحدى جلسات القمة وتم نقل ذلك من قبل الكثير من المحطات التلفزيونية ووكالات الأنباء العالمية ، برأينا ستكون هذه القمة سابقاتها الخمس والعشرون، ودليلنا على ذلك أن الوقائع التالية وهي على سبيل المثال لا الحصر: أنه بعد اتفاق أغلب دول العالم سنة /2014/ بالتوقيع على (إعلان نيويورك حول الغابات) المتضمن منع أو الحد من قطع الغابات، لكن الدراسات والوقائع تؤكد أن قطع الغابات زاد و سنة /2020/ زاد عن سنة /2019/ بنسبة /12%/ ، كما سبق هذا أنه في سنة /2009/ اتفقت الدول الغنية وخاصة الدول السبع الصناعية على تأمين /100/ مليار دولار حتى سنة /2020/ وتقديمها للدول الفقيرة لمساعدتها على حماية البيئة لكن لن ينفذ الاتفاق أيضاً، انطلاقاً مما سبق نتوقع أن قرارات القمتين لن تترافق بإجراءات عملية واقعية، وأن العالم لن يتغير كثيراً بعد هاتين القمتين أي قمة مجموعة العشرين G20 وقمة المناخ في غلاسكو الاسكتلندية والمعروفة باسم قمة غلاسكو، والسبب هو العنجهية الأطلسية الأمريكية والأوروبية وأن العالم على صفيح ساخن يترافق هذا مع زيادة التوترات العالمية وزيادة نهب الدول النامية وتأجيج المشاكل فيها لضمان سيطرة الغرب وسرقته للموارد العالمية والاستفادة من ما يدعى ( مقص الأسعار) أي الفارق بين سعري المواد الأولية والمنتجات المصنوعة منها، ونحن متأكدون أن العالم يتغير لمصلحة الشرق، وقد يكون هذا سبب غياب الرئيسين الروسي والصيني عن القمة؟ والأيام القادمة ستحكم على فشل القمتين، نتمنى أن لا تصح توقعاتنا ؟، لكن كما يقال أن الرسالة تقرأ من العنوان.