• اخر تحديث : 2024-04-18 04:21
news-details
إصدارات الأعضاء

سوق الطاقة وانتهازية القادة الغربيين؟!


تتركزّ أكثر الاهتمامات الاقتصادية العالمية الحالية وخاصة بعد حرب روسيا وأوكرانيا المدعومة من دول حلف  الناتو على ارتفاع أسعار الطاقة وخاصة (النفط والغاز)، وتذكرت وانا اتابع مواقف  القادة الغربيين تصريحات كل من الألمانيين (جوبلز والفيلسوف نتشة) حيث كان جوبلز وهو زير الإعلام الهتلري وانتحر سنة /1945/ كان يقول [إكذب إكذب حتى يصدقك الاخرون وعندها ستصدق نفسك!]، بينما الفيلسوف (فريدريش فلهلليهم نتشة 1844 - 1900) كان يقول (أن المُنحطّين في حاجة إلى الكذب لأنه أحد شروط بقائهم)، ومن خلال متابعتنا وجدنا ان انتهازية أغلب القادة الاوربيين تطبق الحالتين بكذبهم ونفاقهم، والأدلة على ذلك ومن مصادر غربية (من فمك ادينك) على ان روسيا ردت مباشرة على الإرهاب الاقتصادي الغربي واستخدمت مواردها لدعم قوتها الاقتصادية وكما يقول (أفلاطون) أن الخبير في الملاكمة خبير بردّ اللكمات، ووجدت أسواقا لمنتجاتها والدليل ارتفاع سعر صرف روبلها، وتوجهت نحو دول أخرى ومنها (الصين والهند) وغيرهما.

وبلغة الأرقام أن الهند تستورد /85%/ من احتياجاتها النفطية من الخارج وهي وروسيا عضوان في مجموعة بريكس، وتضاعفت مستورداتها في شهر نيسان وستزداد مستقبلا لأنها أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم، وقد تحدت التهديدات الامريكية وهذا ذكرنا بقول وزير الاقتصاد الهندي السابق بقوله (لم يعد العالم مستعد ليصاب بالأنفلونزا كلما عطست أمريكا)، كما وقعت روسيا اتفاقية مع الهند لتفعيل المشاريع الاستثمارية عبر نظام المقايضة وتسوية الأوضاع المالية  بينهما وبعملتيهما الوطنية (الروبل والروبية) والشركات الروسية تستثمر في الهند بشكل كبير فمثلا تساهم شركة (روس نفط) تساهم  في إدارة ثاني أكبر مصفاة في الهند، وهذا ينطبق أيضا على سلعة (الغاز الروسي) فبولونيا التي كانت تستورد /9/ مليار م3 من الغاز الروسي عن طريق خط انابيب (يا مال) الذي يربط بين (روسيا وبيلاروسيا وبولندا وألمانيا) تم التعويض عنها بعد حظر التصدير لها ولبلغاريا وهما دولتان في الاتحاد الأوروبي والناتو بزيادة الصادرات الروسية من الغاز إلى دول أخرى وخاصة الصين.

 وأكثر من هذا وذاك وكعبرة لكل المحللين الاقتصاديين العالميين وخاصة في منطقتنا تبين ان نفاق وكذب القادة الغربيين أصبح واضحا وكمثال على ذلك أكد موقع (TankerTrackers.com) بأن الصادرات الروسية إلى أوروبا زادت خلال شهر نيسان بالمقارنة مع شهر أذار من  /1،3/ مليون برميل يوميا إلى /1،6/ مليون برميل؟!، وأن الكثير من قادة الدول الاوربية يرفضون التصريح عن كميات النفط الروسية المستوردة بسبب خوفهم من الغضب الأمريكي وانكشاف تضليلهم السياسي والاقتصادي لشعوبهم وهذا تمليه ضرورات (المنفعة والفجوة التسويقية وديكتاتورية الجغرافية)، وحتى ان بعض شركات هذه الدول تقوم  بنقل النفط الروسي بحرا بسفن صغيرة ومتوسطة ثم تنقله إلى سفن اكبر محملة بنفط من دول أخرى وهذا أدى إلى نشوء مزيج نفطي جديد ومنه (مزيج لاتفيا) ومزيج (تركمانستان) وغيرهما، ومن جهة أخرى فإن تحذيرات (الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا) من  استيراد النفط الروسي إلا أن الاتحاد الأوروبي لايزال  يعتمد اعتماداً أكبر على الطاقة الروسية ويستورد حاليا أكثر من /27%/ من احتياجاته النفطية من روسيا.

شحنات النفط الروسي زادت في شهر نيسان عن شهر أذار لسنة /2022 / وبأكثر من /200%/ إلى (رومانيا وإستونيا وبلغاريا وهولندا وفنلندا)، وأكدت معلومات من شركة Definitive)   ومجموعة Global Witness) وهما مؤيدتان لأوكرانيا على ان شركات نفط كبرى ومنها (رويال داتش شل البريطانية الهولندية وشركة ربسول الإسبانية وشركة إكسون موبيل الأمريكية وشركة إنيا الإيطالية) استأجرت في الأسابيع الأخيرة سفناً لنقل النفط الخام من محطات النفط الروسية على (البحر الأسود وبحر البلطيق) إلى موانئ في الاتحاد الأوروبي وقد وصلت هذه الشحنات  إلى (إيطاليا وإسبانيا وهولندا) مع بداية شهر أيار لسنة /2022/ ؟!، فهل هناك نفاق وكذب أكثر من هذا!،

هذا الشهر، وخاصة انهم يتزرعون بأن هذا بسبب ارتباطهم العقود السابقة الموقعة وهذا عزر اقبح من ذنب، كما بدانا نسمع عن توجه ألماني يتضمن منع الموافقة على حظر النفط الكلي الروسي؟!، وأن دول الناتو بدأت تعاني من جراء إرهابها الاقتصادي على روسيا وبدأت تشهد ارتفاعا كبيرا في منظومة الأسعار مما قد يوقعها في مطب التضخمّ النقدي بدليل، ارتفاع  سعر الغاز في أسواقها  بنسبة /24%/ خلال الشهر الحالي بعد توقف إمدادات الغاز الروسية بسبب رفض الدول الاوربية سداد المدفوعات بالروبل، ووفق وكالة (بلومبيرغ) أن نسبة ارتفاع الأسعار هذه بدت واضحة في السوق الاوربية وخاصة الهولندية، والتداعيات الاقتصادية ستزداد مستقبلا، فهل يتراجع القادة الاوربيين عن تصريحاتهم الكاذبة وكما يقول المثل العربي (حبل الكذب قصير) فنحن متأكدون من ذلك ونتوقع أن هذا سيؤثر على بنية الناتو والاتحاد الأوروبي وقريبا جدا ويمهد لانسحاب عدد من الدول كما انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فهل يتذكر هؤلاء القادة كذبهم ونفاقهم عن سورية التي منها انطلقت معالم النظام العالمي الجديد؟