• اخر تحديث : 2024-04-26 21:42
news-details
مقالات مترجمة

"المونيتور": طموحات أردوغان لعضوية منظمة شنغهاي محفوفة بالمخاطر


كتبت نازلان إرتان مقالة في موقع "المونيتور" الأميركي تناولت رغبة تركيا في الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون. وقالت إنه قبل زيارته لنيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تستهدف العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون، وهي منصة تهيمن عليها روسيا والصين.

 فبمجرد وصوله إلى الولايات المتحدة، كرر أردوغان نفس الرسالة في مقابلة مع قناة PBS يوم الاثنين. ورداً على سؤال عن كيف يمكن لتركيا التوفيق بين عضويتها المحتملة في منظمة شنغهاي للتعاون (منظمة تضم في عضويتها الصين وروسيا و- اعتباراً من عام 2023- إيران) وحلف شمال الأطلسي، أجاب أردوغان بأن تركيا وضعت نفسها على أنها قوة عالمية - وليست دولة غربية أو شرقية. وقال: "لقد أبقى الاتحاد الأوروبي، كدولة قوية، على بواباته لمدة 52 عاماً. من الطبيعي أننا نبحث عن بدائل أخرى".

وعلى الرغم من النقاشات المتكررة حول ما إذا كان ينبغي - أو يمكن - أن تكون أنقرة عضواً في منظمة شنغهاي للتعاون، إلا أن الخبراء المخضمرمين بشأن تركيا يتذكرون أن طريق أردوغان إلى شنغهاي بدأ كمزحة. كما أفاد موقع المونيتور في عام 2013، بحث أردوغان هذا الاحتمال لأول مرة في برنامج تلفزيوني في 25 يوليو / تموز 2012 مازحاً: قلت [للرئيس الروسي فلاديمير] بوتين، (تحفزنا من وقت لآخر بقول ماذا لديكم في الاتحاد الأوروبي لذا اسمح لي أن أحضك ​​هذه المرة. أدخلنا معكم في شنغهاي خمسة (كما كانت تسمى منظمة شنغهاي للتعاون عند تأسيسها في عام 1996)، وسنراجع موقفنا من الاتحاد الأوروبي''، قال أردوغان.

لكن عندما كرر أردوغان نفس الحكاية بعد ستة أشهر، أصبحت حقيقة واقعة. تمكن أردوغان وأحمد داود أوغلو، وزير خارجيته آنذاك ومنافسه السياسي الحالي، من الحصول على وضع شراكة حوار في المجموعة، والتي يشير إليها النقاد الغربيون باسم "نادي الديكتاتوريين" أو "الناتو المارق".

وأشاد داود أوغلو بهذا الوضع باعتباره "يوماً تاريخياً"، قائلاً إن تركيا أعلنت مصيرها مثل دول منظمة شنغهاي للتعاون. في عام 2017، أنهت الهند وباكستان الانضمام إلى المنظمة وانضمتا إلى روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان كعضوين كاملي العضوية. ومن المتوقع أن تصبح إيران عضواً في عام 2023. وأعربت أفغانستان ومنغوليا أيضاً عن نيتهما في أن تصبحا عضوين كاملي العضوية. كما أن أذربيجان وأرمينيا "شريكان في الحوار"، ووقعت مصر للتو مذكرة تفاهم لتصبح شريكة حوار. وقد تكون "إسرائيل" في الطريق إلى ذلك، بحسب "المونيتور". كما أدت عمليات التوسيع المتتالية إلى تغيير حافظة المنظمة. باشرت المجموعة، التي بدأت كوسيلة للتبادل السياسي بين روسيا والصين وجيرانها، في معالجة البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، فضلاً عن التعاون ضد الإرهاب.

استمتع أردوغان، الذي حضر اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون للمرة الأولى الأسبوع الماضي، بمجد التجمعات غير الرسمية واجتماعاته الثنائية مع بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ وآخرين. سلطت الصحف الموالية للحكومة التركية الضوء على لقطة للرئيس التركي وهو يروي نكتة للقادة الحاضرين للتأكيد على وزن أردوغان في الساحة العالمية. وكتب عبد القادر سلفي، المحلل المؤيد لأردوغان، على تويتر: "لا يوجد تركي لا يفخر بهذه الصورة".

وكال أردوغان المديح للمنظمة وهو في طريقه إلى الأمم المتحدة. وصرح أردوغان للصحافيين أن "منظمة شنغهاي للتعاون قطعت أشواطاً كبيرة في مجالات الأمن والاقتصاد والتجارة"، مشيراً إلى أن الأعضاء "يدرون أكثر من 30٪ من الناتج العالمي الإجمالي، بإجمالي حجم اقتصادي يبلغ 20 تريليون دولار".

ثم أضاف أن هدفه هو نقل التعاون بين تركيا ومنظمة شنغهاي للتعاون إلى المستوى التالي. وقال: "لقد دُعينا إلى سمرقند بدعوة من المضيف شوكت ميرزيوييف. سيتم النظر في الخطوة التالية نحو أعلى مستوى من التعاون في الاجتماعات في الهند، والتي ستتولى رئاسة المنظمة".

عندما سأله الصحافيون عما إذا كانت الخطوة التالية هي العضوية الكاملة، أجاب أردوغان قائلاً: "نعم، هذا ما نستهدفه".

لكن دبلوماسياً روسياً كبيراً حذر من أن الطريق قد لا يكون سلساً بسبب عضوية تركيا في حلف الناتو. وقال بختيار خاكيموف، المبعوث الخاص لمنظمة شنغهاي للتعاون للرئيس بوتين، لوكالة ريا نوفوستي: "سيتم تقييم طلب انضمام تركيا بمجرد أن يأتي". وأوضح أن المعايير تشمل عدم كونك جزءاً من الكتل "المعادية أو الموجهة ضد أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون"، مشيراً إلى أن تركيا عضو في الناتو، الذي "أعلن أن روسيا ليست فقط خصماً له، بل العدو رقم 1".

وقال دبلوماسي تركي سابق مطلع على الملف لـ"المونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته: "لا يمكن لتركيا أن تصبح عضوًا في [منظمة شنغهاي للتعاون] بينما هي عضو في الناتو، ولن تترك الدولة (التركية)، بغض النظر عمن هو في الحكومة، الناتو أبداً".

وأضاف: "لقد بحثنا عن صيغة لعقد من الزمن تحت قيادة ثلاثة وزراء خارجية مختلفين، لكننا لم نعثر على صيغة واحدة. إذا قدمت تركيا طلباً، فليس من الواضح كيف سيكون رد فعل الصين - التي لديها مشكلة فيما يتعلق بدعم تركيا للأويغور - أو حتى رد فعل روسيا".

وأكد أونال سيفيكوز، الدبلوماسي السابق ونائب الرئيس المسؤول عن الشؤون الخارجية لحزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، أنه بينما كان دور تركيا كشريك في الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون إيجابياً، فإن أي شيء يتجاوز ذلك قد يأتي بنتائج عكسية. وقال: "بالنظر إلى نظرة العالم الغربي لروسيا - خاصة بعد غزوها لأوكرانيا - وتجاه الصين، لا يمكنك الادعاء بأنك عضو في كلتا المنظمتين، معتبرة أنها سياسة توازن. العضوية ستكون خطوة في الاتجاه الخاطئ، لا سيما عندما نمر بمثل هذا الوقت الحرج في علاقتنا مع العالم الغربي".

وقال سيرهات جوفينش، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس، لميدياسكوب: "نظراً لأن أردوغان هو صانع القرار الوحيد في السياسة الخارجية، يبدو أن كل شيء في صنع السياسة الخارجية لتركيا موجه نحو إبقاء أردوغان في السلطة". وأضاف: "يُشار إلى البراغماتية أحياناً على أنها سياسة التوازن، لكن الحقيقة تبقى أن بعض قرارات السياسة الخارجية لا تتعارض مع بعضها البعض"، مضيفاً أن العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون أثناء محاولتها البقاء عضواً في حلف الناتو كانت سياسة واحدة.

وكان تعليق زينب جوركانلي، كاتبة عمود مخضرمة في السياسة الخارجية، أكثر فظاظة. وكتبت في صحيفة "دنيا" التركية قائلة إن بيان أردوغان له هدفان، الهدف الأول هو مع اقتراب موعد الانتخابات، يحاول استخدام الورقة القومية للاستفادة من المشاعر المعادية للغرب في تركيا. أما الهدف الثاني فهو أن الرئيس، غير قادر على الحصول على الدعم الذي يريده من الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، لذا يحاول إيصال رسالة مفادها أنه يستطيع تحويل اتجاه البلاد إلى مكان آخر.