• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39
news-details
إصدارات الأعضاء

مايزال الخط الفاصل بين الهزيمة والانتصار هو خط الرابع من حزيران


لطالما اعتبرنا رفض الإملاءات الأمريكية مصدر فخر واعتزاز بمواجهة فريدة فعلتها سورية عندما لم يكن هناك من يجرؤ.. ولكننا نمتلك الوعي السياسي الكامل بأن ذلك التحدي كان ثميناً جداً فالاستقلالية ثمنها باهظ في هذا العالم المتوحش في ظل أحادية القطب، ونملك الوعي السياسي لمحاكمة الموقف بأن ما فعلناه عظيم ضد حجم الطغيان الذي أكل العراق منذ حين قريب واستزلم في السياسة دولاً كانت تشكل عمقنا الاستراتيجي في المنطقة العربية، وكذلك لم تكن القصة تعنت أعمى بل كان ضمن نسق وعمل استراتيجي وجرأة في تدبير الواقع، فكان التوجه شرقاً واستراتيجياً نحو طهران منذ نهاية الشاه حليف أعدائنا، وبالمقابل طهرنا العمق الاستراتيجي الجغرافي في لبنان بخطوات لولاها لكان لبنان تحول إلى خنجر في الخاصرة.

واعتنقنا قضيتنا ورفعنا عالياً حقوق الشعب الفلسطيني ودعم المناضلين وما فرطنا بأرضنا ووضعنا خط الرابع من حزيران شرطاً لأي تفاوض.. واعتمدنا ذلك النسق في الجهار والعلن واعتصمنا بحبل صداقاتنا العميقة وفق فهم عميق لأبعاد كل التحالفات.

منذ تواجدنا في دول عدم الانحياز إلى الصداقات مع دول بريكس ...إلخ من كل ما هو معروف ويطول شرحه. لكننا لم نستسهل المعركة بدليل الاستنزاف وحرب الإبادة المعلنة علينا..

الولايات المتحدة الأمريكية ليست عدواً سهلاً ولاهي تترنح فالترسانة العالمية للسلاح بيدها، وقرار النفط العالمي بيدها ومعظم أنظمة الدول بيدها والقرارات الأممية تتم وفق أهوائها بمعظمها، وتملك الناتو بينما لما يتشكل بعد البديل لحلف وارسو، هذا بدون الحديث عن الحرب الباردة الثقافية التي جعلت وجه الثقافة العالمي بيدها وحتى وجه التراث العالمي الذي لا تملك.

نعم إن روسيا تقوم اليوم بمحاولة جادة لفك ارتباط الدولار بالنفط تمهيداً لإعادة التوازن للعالم، وصحيح أن الصين تبذل جهداً دبلوماسياً غير مسبوق لتعديل واقع الهيمنة، لكن ذلك في إطار الدفاع عن النفس ولم يرغب أحد بشن الهجوم على الولايات المتحدة الواقعة في أقصى العالم في عالم تستطيع أن تستقل به وحدها دون الحاجة لبقية العالم.. ولكن حتى الحلفاء الأقوياء لا يريدون تجاوز الربيب الشرق أوسطي للولايات المتحدة حتى الآن بل وربما أكثر..

ربما يفترقون معنا ومع حليفنا الأقرب في طهران بأنهم يعتبرون التطبيع والسلام يؤمن حالة استقرار لازمة للعالم المنشود الجديد. وتلك ليست نقطة خلاف لو كانت توقعاتنا في علم الاستراتيجية تتقاطع مع توقعاتهم من حيث أن الكيان لا يريد الأرض مقابل السلام وإنما الاستسلام له.

وريثما يتمكن الأصدقاء الدوليين من تعديل تلك الحالة ومساعدتنا في السلام العادل أو ربما العكس يقبلون الواقع ويصطدمون بتعنت ليس فقط للولايات المتحدة بل ولربيبتها المتدخلة في مستقبل أوروبا وسياساتها وقادتها والمنافسة للصين في عمق أفريقيا، ربما عندها يتم ابتكار طرق جديدة لمواجهة الواقع.. ولكن أن نستسهل الحديث عن سقوط الولايات المتحدة الأمريكية فإنه ليس من المعرفة السياسية ولا من الحكمة في شيء.

نستطيع وقد فعلنا أن نعلنها عدونا الدائم والشر الأكبر ولكننا بالمقابل نعرف حجمها ولذلك يعد من يعد العدة ويحمي ثقافة المقاومة عناصر الانتصار بالداخل الفلسطيني، وعلى الحدود المقلقة لكيان بلا حدود، و ها نحن نعلم كما يعلم الكل حجم الضخ الثقافي حولنا وداخلنا وبين الأقربين والأبعدين ضد هذا النهج فمن تحت جلدنا يطلعون ..لذلك الولايات المتحدة الامريكية قوية جداً ولكننا نعرف طريقنا نحو سلام الأقوياء، ذلك السلام الصعب الذي حمل لأجله طفل حجر وفدائي روحه وشباب بالآلاف على الطريق تتابع جيلاً بعد جيل ترفض استلاب أرضها.. شباب بكل الوسائل يستهدفون ويبقون لأنهم طلاب حق وسورية تستهدف دائماً لأنها قلبهم النابض وشريانهم الذي يصب بين أيديهم دمه حتى يبقوا وننتزع نحن وهم سلام الأقوياء..