• اخر تحديث : 2024-11-23 11:50
news-details
إصدارات الأعضاء

تداعيات الزلزال الاقتصادية والعقوبات الغربية والمهاتما غاندي؟


نعرف أن كل أنواع الخسائر تهون أمام الخسائر البشرية وزهق الأرواح البريئة، وسورية وبعد /12/ عشر سنة من الحرب المدمرة من قوى الإرهاب والاستعمار العالمية والمترافقة مع إرهاب اقتصادي من (عقوبات وحصار) جائرين مفروضين من طرف واحد ومخالفين للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة ساهما في زيادة الخسائر البشرية والاقتصادية من جراء الزلزال العنيف الذي تعرضت له سورية فجر 6/2/2023 وبلغت قوته /7،8/ درجة على مقياس ريختر، وهو من اقوى الزلازل الذي ضرب سورية الحبيبة منذ عقود، وخاصة أنه أتى في ظل ظروف جوية قاسية من البرد والامطار والثلوج وغياب متطلبات الحياة الضرورية من محروقات وكهرباء وأغذية وأدوية ووسائل الاتصال الخ... بسبب الحصار والإرهاب الاقتصاديين الذين تشهدهما سورية من قبل الأعداء

أدى هذا الزلزال إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية والمساكن الخ... وهي مرشحة للزيادة ولا سيما أن كثير من الأبنية تصدعت وهي قيد الانهيار، ويأتي هذا الزلزال ليزيد من مشاكل السوريين من جراء الحرب الظالمة عليها منذ تاريخ 15/3/2012 والحصار والعقوبات وسرقة الموارد والمواسم وغيرها، ولكن نقول  استيقظ الضمير عند الكثير من قيادات الدول العربية وغير العربية وبدأوا بإرسال المساعدات وتركوا الخلافات السياسية جانبا وركزوا على القيم الأخلاقية وأحيوا نظرية (المهاتما غاندي 1869-1942) حيث قال [يوجد سبعة اشاء تدمر الانسان: السياسة بلا مبادئ - المتعة بلا ضمير - الثروة بلا عمل -  المعرفة بلا قيم  -التجارة بلا اخلاق - العلم بلا انسانية -  العبادة بلا تضحية]، فهل تساعد هذه الكارثة في إحياء ما يدعى (دبلوماسية النكبات والمصائب) ويقرب من وجهات النظر وأن يعم الاستقرار بدل الفوضى والسلام بدل الحرب وتسيطر مبادئ سيادة الدول على أراضيها وقراراتها بدلا من التدخلات الخارجية والاملاءات الأجنبية.

وبخصوص هذه المأساة السورية ناشدت سورية عبر وزاراتها (وزارة الخارجية والمغتربين التربية - الصحة - الهلال الأحمر - الجوامع والكنائس) وغيرها الأمم المتحدة وكل دول العالم والمنظمات الدولية وغير الحكومية لمساعدة سورية والسوريين في مواجهة هذه الكارثة الفظيعة ورفع كل أنواع العقوبات والحصار الاقتصادين عن سورية وبما يساعد في السرعة في عمليات الإنقاذ وخاصة من المعدات وسيارات الإسعاف والأدوية والمحروقات وغيرها، وفعلا سارع السوريون المتواجدون في الداخل وكذلك في الخارج لتقديم مساعدات عينية ومادية وعبر منظمات معترف عليها في أماكن إقامتهم لكن للأسف بعض هذه الدول منعت ارسال هذه المساعدات إلى سورية وبتوجيه من وزارة الخارجية الامريكية، وترافق هذا مع تأكيد السيد (المصطفى بن المليح)  القائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا بقوله [الآن نستخدم كل مخزونات ومستودعات الغذاء والخيام التي بحوزتنا و كانت مخصصة للتعامل مع الأزمة السورية لأكثر من عشر سنوات وسينتهي هذا المخزون قريبا].

هنا لست بصدد الرد على تصريحات وزارة الخارجية الامريكية وبعد ان انفضحت أساليبها وتأكدها بأنها ليست ضد الاعتبارات الإنسانية في سورية وبأن برنامج العقوبات المفروضة من واشنطن على سوريا لا تستهدف المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول إلى سوريا، وأنه يمكن تقديم المساعدة الإنسانية لكافة مناطق سوريا بناء على تقييم الاحتياجات. وهنا نسأل بعد ان أوجه الشكر لكل من قدم دعما لسورية سواء بالدعاء أو بالوقوف مع الشعب السوري المنكوب أو بكلمة طيبة أو بتقديم مساعدة مادية عينية أو نقدية أو الخ...، ألا تحتاج سورية إلى معدات هندسية متطورة لإنقاذ من هم تحت الأنقاض وإزالة المخلفات ألا نحتاج إلى فرق بحثية للبحث عن من سقطت عليهم بيوتهم ألسنا بحاجة إلى ادوية ودعم مادي ومالي وعيني لتقدم للمتضررين الخ...، وكل هذه الأمور محظورة بموجب العقوبات والحصار وقانون قيصر الأمريكي، هل يبادر الامريكيون الشرفاء لوضع حد لإدارتهم بالرقص على ألام سورية والسوريين؟، سنواجه هذا الزلزال كما واجهنا الزلازل الأخرى من سياسية واقتصادية ووجودية من خلال ترسيخ أسس اللهفة والمحبة السورية التي عبر عنها السوريون في الداخل والخارج وعبر انتماءاتهم السياسية والفكرية والاقتصادية كفيلة بأن تجعلنا نتجاوز تداعيات هذا الزلزال المدمر، ورحم الله كل الشهداء والضحايا وسورية ستنتصر مهما اشتدت عليها الصعوبات، ولكن يجب ان نرفع الصوت قويا وفي كل المواقع للإسراع في رفع العقوبات والحصار الاقتصاديين عن سورية، نرجو ان ترقى الدول الغربية إلى مستوى الإنسانية الذي تتطلبه متطلبات مواجهة الزلزال وأن تنتصر أفكار المرحوم  المهاتما غاندي العظيم على الأفكار الشريرة في مواجهة الكارثة؟!