• اخر تحديث : 2024-04-26 21:42
news-details
إصدارات الأعضاء

العدوان على دمشق.. إرهاصات الحرب والمساعي العربية


إن محور المقاومة متبلور بلا شك وله قرار مشترك عالي التنسيق وقد لا ينتبه البعض للسخونة الحاصلة في الصراع وتبادل الردود والرسائل الاستراتيجية.

فالمشروع الصهيوني الأمريكي سافر حد الوقاحة ويتجلى في قاعدة التنف التي تتمركز فيها إعدادات وتحضيرات مشروع تقسيم المنطقة، وممانعة المصالحة السورية التركية لتوسيع رقعة الصراع من أوكرانيا إلى سواحل المتوسط، وبالمقابل تتحرك بعض المساعي العربية ضمن المحور الذي طرد سورية من الجامعة العربية لمنعها من الانخراط في حرب مباشرة مع الكيان المؤقت عن طريق إبر التخدير عبر مساعدات كان لها مردود سلبي على المدى الطويل من حيث تغذية الصراع وتغذية الإرهاب إعلامياً ولوجستياً وتوليد طبقات فساد تعتمد على الارتزاق وتشويش الرأي العام عبر الإفصاح بالتطبيع أو العمل على خلق جيل جاهز لذلك.

وهكذا فالمتوقع تسارع خطوات المملكة العربية السعودية تجاه سورية رغم التناقض بين التصريحات السياسية والحرب الإعلامية الشعواء على المحور وسورية واسطة العقد فيه. والسبب الحقيقي وراء ذلك هو كبح سورية من الوصول إلى نفاذ الصبر الذي يؤدي إلى الحرب المباشرة مع الكيان المؤقت، خاصة وأن دعم حركات المقاومة الشعبية لا يخفى على أحد دور سورية الفاعل فيه ورفضها للعمليات السياسية المنقوصة في الداخل الفلسطيني والتي لم يكن نتيجتها عبر عقود مضت إلا تحويل طاقات لقوى وفصائل فلسطينية اتجهت نحو التفاوض السياسي مع الكيان وتخلت عن عتادها وبندقيتها إلى حالة حراسة وفصل قوات لصالح الكيان وضد الشعب الفلسطيني.

وهكذا فاليوم تشعر تلك الدول المطبعة بخطر حقيقي من اشتعال تلك الحرب ذات المرجعية التاريخية والشعبية خوفاً من ارتدادات شعبية تؤثر على نهج السياحة الخدمية العابرة للحدود التي انتهجتها تلك الدول، وقلق حقيقي من ارتباك المنطقة شعبياً وانفجارات ديموغرافية غير متوقعة، فبينما وصلت سورية ولبنان إلى حدود الانهيار الاقتصادي وحلت عليهما أقصى أنواع الخسارات الناجمة عن الحروب الطويلة والحصار الطويل.. تصاعدت اقتصادات الدول المصرفية السياحية التي تحتمي بالقواعد الأمريكية وهذا ما يشكل قلق حقيقي من قرار يكرر ما حصل عام ٢٠٠٦ والذي تم احتواء نتائجه بمشاريع ومراكز دراسات أطبقت على أنظمة المنطقة فيما سمي بالربيع العربي أو خراب عام ٢٠١١ كما نعتبره، والفيصل الخطير اليوم الذي يقض مضجع قادة الموساد هو وضع الغليان في الداخل الفلسطيني.

ولمن يتساءل عن علاقة المصالحة السورية التركية وسبب معارضتها أو محاولة تطويقها عربياً فهو الفرق بين الاستقرار العادل للمنطقة وتدمير ما تبقى منها، فاحتواء أو تعطيل المصالحة مع تركية يسمح بلجم العلاقة التركية الروسية لصالح الولايات المتحدة الامريكية ويعزز من إمكانية طحن روسيا اقتصادياً في حرب طويلة جداً ويمهد لتقسيم المنطقة بعد انتصار الحركات والمعارضات الشعوبية في المنطقة وليس فقط في تركيا وهي الضربة المفيدة لأوروبا المأزومة في صعود اليمين القومي.

وهكذا يتم تعويم الاسلام الاممي الاخواني في أوروبا ضد اليمين المسيحي الكاثوليكي الارثوذكسي رغم الصراع بينهما ليتحالف مع الحالة الانجيلية المتعاونة مع الاخوان المسلمين واليهودية لإنتاج هجونة دينية بين قوسين ((ديموقراطية)) بدون دولة حاضنة بعد إسقاط المعقل المقلق لأوروبا في تركيا وهو العدالة والتنمية.