• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39
news-details
إصدارات الأعضاء

المرحلة الأخيرة من الحرب السورية شهدت تبدلاً واضحاً في خارطة الاستهداف، وخرجت المعارضة السياسية والشعبية من المعادلة نحو حرب تفكيك الحواضن، ولا شك أن الحصار الاقتصادي فاعل جداَ بهذا المسار، لكن التوقف لدراسة بانورامية لنمط الحركة في تلك المراحل من الخطط يتطلب معرفة المنطقة الهدف، المنطقة ليس بالمعنى الجغرافي ولكن بمعنى الموقع على خارطة مصالح الدولة.

في المرحلة الأولى كان الانشقاق هو المطلوب إعلامياً لتنازع الشرعية مع السلطة الحالية، في المرحلة الحالية بعد تقهقر مشروع الصراع على الحكم بانتصار المحور والرئيس بشار الأسد، تعتمد على شراء النفوس بارتباط بقائهم في مواقع الولاء، وحيث تفكيك الحاضن أو تصعيد فوضى الخطاب المتذمر سراً وعلناً ينتج تعميم لتوصيف مضلل للحرب السورية يشوبه النقد الحاد لطرف من حواضنه التي ساندته نفسها.

هذه الخطة ليست جديدة فالتاريخ يزخر بقصص الخيانات بدءاً من مقولة "حتى أنت يابروتوس" وحتى اليوم.

يندرج هذا المقال في إطار البحث في المتغيرات. فالمتغير الوحيد هو فشل المشروع الغربي لتغيير الرئيس في سورية بينما كل الأسباب التي كانت خلف الإعداد لتلك المؤامرة ماتزال باقية .فلم يحصل تخل عن المقاومة، ولا رضوخ لشروط كولن باول، ولا سلام استسلام، ولا أي فقرة من الأسباب الحقيقية 
للحرب على سورية، فإذا كان التراجع سببه الهزيمة فالمنطقي أن الكر والفر لن يتوقف، لذلك فهذا واقع مؤقت قد تكون مساحة الهدنة فيه سنوات وعقود، لكن السؤال هو الإعدادات التي ستتم خلال تلك الهدنة، سابقاً تم تجهيز المقطعين و حملة السكاكين والبلطات، والمرتزقة من كتاب ملحق النهار الحاصلة على تمويل خاص بشراء الأقلام السورية، وشبكات الرصد والتوثيق، بالتوازي مع دفن السلاح بالتواطؤ مع الفساد، ترى أي نوع من التواطؤ ومع أي فساد سيكون الكر التالي ولو بعد حين...