تدعم شحنات الأسلحة الإماراتيّة الحرب التي أودت بحياة أكثر من 3900 شخص وتعمل ضد الجهود المبذولة لإنهاء الصراع.
في أوائل حزيران/ يونيو 2023، هبطت طائرة شحن في مطار أوغندا الرئيسي، وقد بيّنت سجلات الطيران أن الإمارات هي التي أرسلتها، وأنها كانت تحمل مساعدات للاجئين السودانيين.
قالت السلطات الأوغنديّة إنها عثرت على عشرات الصناديق البلاستيكيّة الخضراء في عنبر الشحن بالطائرة، والتي كانت مخزّنة بالذّخيرة والأسلحة الهجوميّة، وغيرها من الأسلحة الصغيرة بدلاً من المواد الغذائية والإمدادات الطبية المشار إليها في بيان الطائرة.
وفقًا لمصادر أفريقية وشرق أوسطيّة، فإن الأسلحة التي تم العثور عليها في 2 يونيو في مطار عنتيبي، كانت جزءًا من مؤامرة إماراتية لدعم الفريق محمد حمدان دقلو، أمير الحرب السوداني الذي يقاتل من أجل السيطرة على ثالث أكبر دولة في إفريقيا.
وبحسب مشروع بيانات "موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث"، قال المسؤولون: "إن شحنات الأسلحة الإماراتية السرية تشعل صراعًا أودى بحياة أكثر من 3900 شخص منذ أن بدأ في 15 نيسان/ أبريل وأوقع السودان في كارثة إنسانية. قد يؤدي تسليح ميليشيا قوات الدعم السريع التابعة لدقلو إلى زيادة التوترات بين الإمارات والولايات المتحدة".
واتهمت منظمات حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة ميليشيا الدعم السريع بانتهاك حقوق الإنسان في السودان، لا سيما بقتل المدنيين.
الإمارات تدعم الحل السلمي للنزاع
رداً على استفسارات من صحيفة "وول ستريت جورنال"، صرّحت حكومة الإمارات بأنها تدعم الحل السلمي للوضع في السودان، و"تسعى إلى تقديم كافة أشكال الدعم لتخفيف المعاناة الإنسانية". وزعمت أنها أقامت مستشفى ميدانيًا في دولة تشاد المجاورة وقدمت حوالي 2000 طن متري من السلع الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية والإمدادات الطبية، إلى المتضررين من القتال.
وبحسب مسؤول في "مراسلون بلا حدود"، فإن التنظيم لا يتلقى أسلحة أو إمدادات عسكرية أخرى من الإمارات، ولم يشارك مقاتلوها في انتهاكات حقوقية.
وسبق أن اتهم مراقبو الأمم المتحدة أبو ظبي بتزويد خليفة حفتر، زعيم ميليشيا في ليبيا، الجار الشمالي الغربي للسودان، بأسلحة مثل الطائرات بدون طيار والقنابل الموجهة بالليزر والمركبات المدرعة.
تم إجبار أكثر من أربعة ملايين شخص على ترك منازلهم نتيجة للمعركة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وتقدّر الأمم المتحدة أن 24 مليون شخص - ما يقرب من نصف سكان البلاد - يحتاجون الآن إلى الغذاء وغيره من الإغاثة الإنسانية. عبر أكثر من 300 ألف لاجئ إلى تشاد من معقل قوات الدعم السريع في دارفور. وتم تصنيف هذه الشحنة كمساعدات إنسانية لهؤلاء اللاجئين في بيان الرحلة في الثاني من يونيو.
لم يعد يسمح للمسؤولين الأوغنديين بتفتيش الطائرات الإماراتية
وفقًا لمن هم على دراية بنهج إدارة بايدن تجاه إفريقيا، فإن واشنطن تدرك عمليّات نقل الأسلحة الإماراتيّة إلى قوات الدعم السريع، وقد أعربت عن مخاوفها لحكومة أبوظبي.
وبحسب ما ورد مُنحت الطائرة الإماراتيّة الإذن بمواصلة رحلتها إلى مطار أمجاراس الدولي في شرق تشاد، وفقًا لمسؤولين أوغنديين اكتشفوا الأسلحة والذخيرة على متن الرحلة في 2 حزيران. خاصة أنه كان هناك العديد من الرحلات الجوية القادمة من الإمارات في الأسابيع الأخيرة.
وقال أحد المسؤولين: "لم يعد مسموحًا لنا بتفتيش هذه الطائرات، إنها الآن مسؤولية وزارة الدفاع، لقد تم تحذيرنا من عدم التقاط أي صور".
فيما قال مصدر أفريقي ومسؤول أمريكي سابق: "إن شاحنات تحمل إمدادات عسكرية من الإمارات غادرت مطار أمجاراس في الأسبوع الأخير من تموز/ يوليو متوجهةً إلى منطقة الزرق السودانية، معقل قوات الدعم السريع في شمال دارفور".