• اخر تحديث : 2024-05-07 16:33
news-details
تقدير موقف

بلا مساحيق.. قطاع غزة بمقاومته وصموده الأسطوري صنع حدثا مشرفا للأمة


إعلان الكيان الصهيوني وأمريكا ومعهم الحلف الخماسي الحرب على قطاع غزة كما يدعوا جاء على خلفية العملية الهجومية التي نفذتها مجموعة النخبة من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) تبعتها سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الاسلامي ولحقت بهم كل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة على غلاف غزة ويتغافلوا عن حجم اجرام الكيان المستمر في مشروعه التصفوي للقضية والشعب، ووصله للنقطة التي عادت  معظم أراضي الضفة  تحت سيطرته وأحدث تغيرات مذهلة على مستوى الطبوغرافيا والديمغرافيا وحاليا يقطن الضفة والقدس حوالى مليون مستوطن، وأوشك على تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وتشييد المعبد المزعوم وسن قوانين تجيز التهجير القسري للفلسطينيين لخارج فلسطين تثبيتا لخزعبلاتهم بنقاء الدولة العبرية ولمقولة "شعب بلا ارض لأرض بلا شعب " في تحدي صارخ لمجموع الأمة.

الحديث هنا بلا تهويل او تهوين بل إنسجام مع النهج بلا مساحيق، حركة حماس باعتبارها الفصيل الأكبر ورأس المقاومة والمعارضة والحاكم لقطاع غزة، ولديها جناح مسلح حذرت ومعها كل فصائل العمل الوطني والاسلامي العدو أن ما جرى ويجرى تجاوز لكل الخطوط الحمر لا يمكن السماح به، ضرب العدو بعرض الحائط كل هذه النداءات؟

للعلم  وللإحاطة حماس حركة وطنية سياسية مستقلة بخلفية اسلامية وسطية نشأت في داخل فلسطين في مطلع الثمانينات وأعلنت رسميا عن انطلاقتها مع تفجير انتفاضة العام ١٩٨٧، تزامن مع انطلاقة حركة الجهاد الاسلامي وكلا الحركتين شكلتا إضافة نوعية للحركة النضالية واحدثوا تغير نوعي في مسار العمل الوطني الفلسطيني بتأكيدهما على مركزية القضية الفلسطينية للأمة وانها راس حربتها ونقيض لإسرائيل وأن المواجهة  الشاملة معه يجب أن تكون من داخل الأرض المحتلة في اشتباك واستنزاف مباشر ومتواصل وليس من العواصم العربية؛ والأحداث أثبتت فشل هذا الخيار الذي أنتج  اقتتال داخلي سوآءا  في الأردن ولبنان.

العدو الصهيوني خرج من قطاع غزة عام ٢٠٠٥وفكك ١٨ مستوطنة بعد احتلال دام سته وخمسين عام متواصلة بسبب ضربات المقاومة المظفرة التي أجبرت أرئيل شارون رئيس حكومة الكيان أنداك على الهروب من جحيم غزة.

حركة المقلومة الاسلامية حماس فازت بأغلبية في انتخابات تشريعية أجريت عام ٢٠٠٦م وكانت برعاية وإشراف دولي وموافق عليها أيضا من قبل الادارة الأمريكية، وعلى خلفية فوزها بأغلبية حصل تنكر اقليمي ودولي للنتائج.

حركة حماس تحكم قطاع غزة منذ عام ٢٠٠٧على أثر خلاف وصدام مسلح مع حركة فتح على خلفية نتيجة الانتخابات وبرغم "صلح مكة" لم تستطع تلك الحركتين الاستمرار في الحكومة التي تشكلت بعد الصلح المذكور برئاسة اسماعيل هنية -لأن "اتفاق أوسلو" مصمم ليس لجلب حماس للحكم بل لتقليم أظفارها واحتوائها ونقطة.

حماس بحكمها لقطاع غزة يمكن توصيفه قطعة أرض محررة يقام عليها ادارة حكم ويتطلع لإنفاذ كامل المشروع الوطني في التحرير والعودة، وتوازن بين إدارة حياة السكان وما بين تعزيز المقاومة لذا لم تدخل في حاله عداء الا مع من أغتصب الأرض وسبب المعاناة للشعب الفلسطيني.

معلوم للجميع أن كافة طواقم عمل المنظمات الدولية تعيش وتتنقل بكامل الحرية وتمارس أعمالها في غزة بكل يسر ولا تتدخل مطلقا في نشاطها وتعمل بكل أريحية وهذا باعترافهم وشهاداتهم، وسجل حكومة حماس بشهادة مراكز حقوق الإنسان المحلية والدولية ومنظمة الصليب الأحمر والأونروا وundp مشرف بشهادتهم وتقدم لهم كل التسهيلات، حتى في علاقاتها مع المحيط العربي والاسلامي متوازنة.   

حماس وعبر الموافقة على وثيقة الوفاق الوطني سنه ٢٠٠٥ وثيقة الأسرى سابقا، وأيضا بناءا على وثيقتها السياسية التي أقرتها في العام ٢٠١٧ تؤمن بأنها لا تقف حجر عثرة أمام أي فرصة لتسوية ولو بالحد الأدنى حال التزم الكيان والدول الراعية للسلام بالحقوق السياسية والكيانية الفلسطينية.

الكيان الصهيوني على مدار الستة عشر عام المنصرمة خاض مع غزة عدة معارك ابتداءا من عام ٢٠٠٨م حتى عام ٢٠٢٢م، كانت تنتهي بوقف إطلاق نار والتوافق على شروط تخفف من الحصار المفروض على القطاع برا وبحرا وجوا. 

الجديد "طوفان الأقصى" ورواية الكيان المكذوبة والمضللة للعالم أنه استيقظ صباح ٧- اكتوبر -٢٠٢٣ على مجموعة قتلة شبههم بداعش وكأنهم مجهولي الهوية؟! وأدعي انها هاجمت غلاف غزة وقتلت أطفال واغتصبت نساء واختطفت رهائن مدنية؟!

هذا كان لسان الاعلام الصهيوني وشاركه الأمريكي والحلف والخماسي، ونفر من أبناء جلدتنا، وحتى يستفيق العالم كانت حكومة الحرب الصهيونية مصادقة على قرار إعلان حرب الابادة الجماعية بضوء أخضر ومباركة من البيت الأبيض والحلف الخماسي (بريطانيا -ايطاليا -فرنسا -ألمانيا).

فلماذا يعتبر هذا الهجوم العسكري النوعي إعدادا وتنفيذا الذي أذل وكشف فشل عمل كل أجهزته وهشاشة وخور جنوده والذي استطاع ان يقتحم ويشتبك ويقتل ويأسر مئات الجنود والضباط ويعيدهم الى غزة، بمجموعات إرهابية في حين أن الواقع يشهد والأحداث تؤكد أن الكيان الصهيوني نفسه مقر بحكومة حماس ويتعامل ويتفاوض معها سواء على وقف النار أثناء العدوانات المتكررة ومسائل عديدة تمس حياة الناس المعيشية بكل مستوياتها عبر وسطاء على مدار الساعة من سنوات؟! 

هنا يكمن بيت القصيد من هي القوى المشاركة في الحرب على قطاع غزة الكيان الصهيوني والحلف الخماسي.

من المهم التوضيح وخصوصا للمتابع الغربي الذي أثبت إنسانيته ونبل أخلاقه ونزل وتظاهر في كل العواصم الغربية يندد بالمجازر والابادة الجماعية التي تتعرض لها غزة من جراء القصف الجنوني برا وبحرا وجوا على المدنيين الفلسطينيين. 

قطاع غزة الذى يشن عليه الكيان والحلف الخماسي ،  هو عبارة عن شريط ساحلي طولة ٤٥ كيلو متر بعرض بالمتوسط ثماني  كليو مترات إجمالي مساحته ٣٦٥ كم ،يساوى ١%من مساحلة فلسطين التاريخية التي احتلتها بريطانيا عام ١٩٢٢م ولاحقا بقرار من عصبة  الأمم  المتحدة تم انتداب بريطانيا على فلسطين ووضعت أمامها هدف تنفيذ وعد بلفور الصادر عام ١٩١٧ م بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وهذا ما تم شجعت الهجرة الصهيونية ومكنت العصابات من ارتكاب المجازر والسيطرة بالتدرج على الأرض وظلت راعية لهذا البرنامج حتى صدور قرار التقسيم ١٨١ عام ١٩٤٧ بتأسيس دولة اسرائيل  عام ١٩٤٨م.

قطاع غزة المعلن عليه الحرب من التحالف محاصر وبرا وجوا من قبل الكيان منذ ما يزيد عن ستة عشر عام، عدد سكانه يزيد عن ٢،٢٠٠ مليون ومئتان ألف نسمة يقطنه قرابة ٧٥%من اللاجئين الذين هجروا عام ١٩٤٨، نسبة البطالة تصل  فيه الى ٧٠%،شحيح الموارد، لا بد من ذكر حادثتين وقعتا بعد نكبة عام ١٩٤٨ ،الأولى  مؤتمر أريحيا عام ١٩٤٩ وتم  بطريقة إخراجية بيعة لملك الأردن عبد الله وضم الضفة الغربية بالكامل ٢١%من مساحة فلسطين التاريخية  لتصبح جزء من المملكة الأردنية الهاشمية وسكانها مواطنين أردنيين ، الحادثة الثانية تسجل لغزة وعزة غزة أنها رفضت التوطين مع مطلع الخمسينات في شمال سيناء وقاومته ذاك المشروع الذى تقدمت به وزارة الخارجية الأمريكية والمفوض العام للأونروا وقدم للرئيس جمال عبد الناصر غزة عن بكرة أبيها رفضت وقاومت وتحملت ،لذا غزة برفضها التوطين ظلت محافظة بطاقة لاجئ ويحق لها أن تكون خزان الوطنية وقاطرة المشروع الوطني.

من سخرية القدر أن تشن دول عظمى حرب عالمية على هذه البقعة ولها ما يزيد عن تسعين يوم متواصلة، كل ما فعلته حولت قطاع غزة الى دمار شامل مدينة أشباح من خلال ارتكاب مجازر   ومحارق في عملية تتجاوز منطق الابادة الجماعية والتطهير العرقي يندى لها الجبين، حوالي مئة ألف ما بين شهداء وجرحي ومفقودين جلهم أطفال ونساء ومسنين، دمرت ما يزيد عن عدد ٥٠٠ ألف وحدة سكنية تدميرا كاملا وجزئيا جلها على رؤوس ساكنيها بدون أي تحذير ودمرت ما يزيد عن ١٠٠ مدرسة ومئات دور العبادة.

عدد النازحين مليون ونضف موزعين على مدارس وعيادات وكاله غوث وتشغيل الفلسطينيين الأونروا وعلى المشافي في القطاع يفترشون الأرض بحثا على أي بقعة أمنه بلا أدنى خدمة، منذ اليوم للحرب الكهرباء معطلة والمياه شبه مقطوعة والغذاء نفذ والمعابر مغلقة وكل مستلزمات المشافي ممنوعة وأكثر من ذلك هذا الضوء الأخضر من قبل أمريكيا وحلفاءها هو ما شجع الكيان الصهيوني للقيام بأعمال الله أعلم لم تشهدها البشرية من قبل.

التساؤل  ماذا حقق هذا الجيش في هذا الشريط الضيق والمكتظ بالسكان والمحاصر والمجوعة ، ومعه الطواقم العسكرية  الأمريكية على ما يزيد عن تسعين يوم من إنجازات عسكرية سوى الخزي والعار لحتى إعداد هذا المقال- وانا كاتب هذا المقال موجود في قلب الحدث في مخيم جباليا -شمال غزة الموت يطوقنا من كل الاتجاهات والقصف المستمر ليل نهار المريض لا يتمنى المرض لا علاج والمصاب يتمنى الشهادة لنفس السبب، لم أعد اعرف تضاريس الشمال من هول الواقع المدمر، وان قلت لو وجد طعام يوم بحدوده الدنيا ودخول حمام لقضاء حاجتك في حمام اعزكم الله  وإمكانية شحن  بطارية جوالك للإنارة وليس للاتصال فانت محظوظ وهذا ينسحب على معظم أحياء القطاع-على المستوى العملياتي  لم يحرر رهينة واحدة بل خسر منذ بداية الحرب باعترافه مئات الجنود والضباط وتدمير ما لا يقل عن الف دبابة وناقلة جنود ،أما بشأن  التقدم البرى يتقدم من مناطق رخوة ويتراجع ويعيد الكره ويواجه بمقاومة لم يعهد مثلها من قبل  باعترافه ،القصف البرى من الدبابات لا يتوقف على الأحياء السكنية والأراضي الزراعية تحت حجج وذرائع ،الطيران الحربى أمطر القطاع يما  يزيد عن ٦٠ الف طن، وطائرات حربية الاحدث في العالم   محملة بصواريخ ذات قوة تفجيرية هائلة ،هذا بالإضافة الى القنابل الفسفورية و الغاز، ليل نهار أحزمة نارية على مجمعات سكنية ويمسح عائلات كاملة من السجل المدني.

بعد سلسلة الفضائح وحجم العجز الملاحظ مجموعة نقاط يفترض على الصهاينة النازيين الجدد والأمريكي والغربي والعرب والمسلمين شعوبا وحكاما أن يستخلصوها:

- "طوفان الاقصى" جسدت الحقيقة التي تقول على رأس كل قرن يقيض الله لأمة الاسلام من يجدد لها دينها ومكانتها وقوتها اليوم شعب ومقاومة فلسطين برغم ما تتعرض له من أهوال ومجازر تفوق الوصف واخواتها في الساحتين العربية والاسلامية تقول بوضوح ان هذه الغدة السرطانية المسماة اسرائيل والتي  استنبتها المشروع الغربي الظالم لتحول دون وحدة الأمة  في ممارسة دورها الريادي والحضاري  في  طريقها للزوال والتفكك بإذن الله، وستشهد المنطقة والعالم تحولات كبرى تنتهى معها  هذه الهيمنة المستكبرة وعلى رأسها رائدة الفساد الكوني أمريكا.   

- وحدة الساحات وتجذرها اليوم التي حاول العدو تمزيقها على مدار عقود، اليوم تتجسد بأبهى صورها ها هي المقاومة في الضفة الباسلة تقدم الغالي والنفيس من قدراتها لتشعل الأرض تحت أقدام النازيين الجدد، وتحطم كل أحلامه في ما يسمى بيهودا والسامرة والجبهات المقدرة والأمينة في لبنان و واليمن والعراق وسوريا مشتبكة كل بحسب دوره وإمكانياته.

- كشفت حجم الاستحقار والازدراء الذى يمثله هذا الكيان للبشرية يفوق كل قواميس اللغة ولا أدل على ما قاله نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني "أنه يوافق على شاحنتين للوقود للدخول لغزة فى بداية الحرب خشية حصول أمراض وأوبئة قد تؤذى بجنوده الذين يقومون  بالمهمات المقدسة بحسب زعمه " -كفا تلذذ بدماء الأبرياء العزل ورسائلكم الهمجية القذرة  لمن يتربص بكم  التي أردتم تمريرها عبر نموذج غزة في زمن التقنيات وعصر السرعة  ،وصلت ولكن بطريقة مغايرة عن ما خططتم له لتثبت ان منطق الحق أقوى من القوة ،شعب ومقاومة غزة أثبتت ان كل هذا الصمود والأداء نابع من  فهمهم وإدراكهم لعمق انتماءهم لدينهم وعقيدتهم  واستلاهمهم لنهج  رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته  رضوان الله عليهم في معاركهم بأن المطلوب فقط هو  الاعداد في حدود الاستطاعة واليقين بأن النصر من عند الله هذا الفهم والنهج لا يمكن تخيله أمام جيوش تربت على الفسق والخمور والنساء والتعلق بالدنيا. 

- وقف الحرب والمجازر اليوم أفضل من غدا لأن شعوبكم أدركت حجم الكذب والتضليل الذي مورس عليهم، بأن اسرائيل التي زرعتموها لتكون واحة الديمقراطية في ما يسمي بالشرق الأوسط، إن عاجلا او آجلا ستثور عليكم لما لمسته وشاهدته بأم عينها أنهم ليسوا من فصيل الأدميين بل حثالة البشر وقتلة ومصاصي دماء.

- نتنياهو وأركان مجلس حربه  رفعوا سقف شروطهم والمتابع يلحظ  حجم التخبط تارة الاجهاز على حماس وابعادها عن الحكم واخرى البقاء في غزة لضمان الحفاظ على الأمن وأخرى عودة السلطة والتشكيك بقدراتها وأخرى قوة دولية ؟!الحقيقة أنه غير قادر على النزول عن الشجرة الا بتحقيق نصر حتى لو زائف ،ليس مخجلا أن يتراجع ويبلع الهزيمة لأن سوءته انكشفت أنه ليس أكثر من نمر  كرتوني  وهش وقابل للكسر ولا يقدر على المواجهة بل فقط على ارتكاب  المجازر  والمحارق للعزل المدنيين الأمنين وهذا ديدن الجبناء ونهجهم وسلوكهم على مدار التاريخ.

- الكيان الصهيوني ومعه كل الماكينة الاعلامية الجهنمية لن تستطيع مهما بذلتم من ضخ مال وجهد ولو وقفت معكم كل الدنيا أن أحدا سيصدق مظلوميتكم وسرديتكم بعد اليوم، فقط قتلة ومصاصي دماء ومجموعة بشرية معادية لكل ما هو انساني. وبالمقابل كل التقدير والعرفان لكل محطات الاعلام التي ناصرت المظلومين بفضح وحشية الكيان النازي وحلفاءه بالصورة والصوت كالجزيرة والميادين ومحطات الاعلام المقاوم.

- الأجدر بحكومات الدول العربية والاسلامية التي طبعت مع الكيان والتي تنوى أن تتخلص من هذا الوباء ولا أحد مضطر للتجريب بعدما شاهدوا كم هو هش وهزيل حينما اضطر للنزول للمواجهة الميدانية المباشرة عادوا أهداف سهلة للمقاومين، فقط جسدوا حقيقتهم قتلة أنبياء وآكلي لحوم البشر وعشاق الدم ومجردين من أي شيء يربطهم بالإنسانية، ويعيدوا تقييم أدائهم ودورهم وماذا سيجنون من التطبيع والعلاقات وهل هذا منسجم مع وجودهم كأمة صاحبه دور ورسالة.

- الكيان الصهيوني اليوم تحول من رأس حربه وقاعدة متقدمة لأمريكيا والغرب عاد عبأ عليهم، وقادم الأيام سيثبت صحة الحديث بعيدا عن المكابرة والتهويل.

-فلسطين كقضية عادلة اليوم أعيد فهمها والتعرف عليها من كل الأبعاد، وعاد العالم يبحث عن حلا عمليا لا عن تصفية وخداع لان منطق القوة والصمود وقبلها اليقين بنصر الله تجسد واقعا، وستجد مناصرة من كل الشرفاء في العالم.

- هذه الحرب المجنونة مع كل مآسيها وحجم ما تعرض له قطاع غزة كشف الغث من السمين وثبتت معادلة أن فلسطين هي المقررة للسلم والحرب وأنها الرافعة والحافظة وبين من هو مع التحرر والانتصار، وما موقف حزب الله الميداني منذ اندلاع الحرب وهو يشاغل العدو على طول الحدود المشرف ودول محور المقاومة في اليمن الثائر واداءه المشرف في عرض البحار والعراق وقصف القواعد الأمريكية وإيران الوازنة والداعمة وسوريا الحاضنة الا خير شاهد ودليل.

- الكيان الصهيوني بعد هذه الحرب المجنونة سيعيش حالة من التخبط والانقسام الداخلي وقد ينتهي الأمر بالتصدع والاقتتال الداخلي، وأمريكا دولة الظلم وراعية الارهاب الكوني والطغيان أفولها بات على الأبواب، حجم فسادها وغطرستها لم يعد فقط شعبها غير قادر على تحمل هذه البشاعة فكيف بضحايا الارهاب الأمريكي في كل أصقاع المعمورة. 

- التحولات القادمة والمنذرة بحرب عالمية ثالثة إشاراتها تطل وما يجرى في الحرب الروسية الأوكرانية وحجم التورط الأمريكي ومعه الاتحاد الأوربي الا مؤشر ومواقفهما ودعمهما اللامحدود للحرب على غزة الا مقدمات لهذا الزلزال القادم، العالم اليوم على صفيح ساخن جدا.

- اللهجة الاستعلائية القميئة التي يتحدث بها الرئيس الأمريكي بايدن ويصرح عن مصير ومستقبل الشعب الفلسطيني والحكم في غزة بعد انتهاء الحرب، من الحكمة الاقلاع عنها، الشعوب الحرة المقاتلة والتي تؤمن بربها وتثق بنصره لا تنتظر من راعى المثلية والابادة الجماعية والتطهير العرقي أن يقرر ما يحصل في غزة، أصحاب اليد العليا المقاومة المظفرة وحاضنتها هم السادة والمقررين، إن عصرك ولى الى غير رجعة.

"طوفان الأقصى" كان الطريق الأقصر ليتحرر العالم من هذا الصلف والغطرسة والبلطجة الصهيو-أمريكية ومن هذا السجن الجهنمي معاداة السامية السيف المسلط وضحايا الهولوكوست.