لاحظوا انحناء ياسر عرفات وابتسامته العريضة وابتعاد وتكبّر إسحق رابين الملقب (كاسر عظام الفلسطينيين)، ورغم المصافحة الماسونية إلا أن (الجوييم) يبقى بنظرهم (جوييم) وسأنقل لكم قصة هذه المصافحة باختصار منقولة عن كتاب (المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل - الجزء الثالث) لمحمد حسنين هيكل:
لما ذهب عرفات (رئيس دولة) فلسطين لتوقيع برتوكول السلام مع اسرائيل بحضور كلينتون وحسني مبارك والحسين بن طلال (درجة ٣٣ في سلّم الماسونية) فتح ذراعيه وأراد مصافحة رابين بحرارة قائلاً بلسانه اللوذعي المعهود: (كمحاربين قديمين لنتصافح الآن كرجلي سلام) فامتعض رابين ونظر اليه باحتقار وخاطب الحاضرين مستخفاً: (أنظروا الى قاطع الطريق هذا يريد أن يصافحني، هذا الإرهابي يريد أن يساوي نفسه بي)؟!
ونظرة كلينتون وزمّه شفتيه كفيلة ببيان الجهد الذي بذله لتتم هذه المصافحة الشكلية.
ورغم كل هذا فإن رابين قُتِل بعدها من قبل المتشددين الصهاينة لأنه وقّع البروتوكول، وعندما احترقت ورقة عرفات قاموا بدسّ السُّم له.
هل كانت هذه الإهانة هي الرد المناسب على التلوّن الذي أظهره عرفات خلال حقبة طويلة من القرن العشرين؟ ما هي المكتسبات التي حققها الشعب الفلسطيني من مفاوضات السلام منذ كامب ديفيد ١٩٧٨ وحتى الآن؟ وهل كان السلام المفترض يستحق كل هذه التنازلات؟!
أضيف نقلاً عن كتابات المرحوم هيكل:
أن منظمة التحرير الفلسطينية بعد نكسة ١٩٦٧، و كامب ديفيد و الحرب الأهلية اللبنانية أصبح ينظر لها حتى من قبل دعاة القومية والعروبة كمنظمة إرهابية لأن فدائييها (الفلسطينيين والعراقيين والسوريين واللبنانيين) أقلقوا العمق الصهيوني، فطردوا من مصر، الأردن، لبنان تباعاً، و حينما قامت الثورة الإسلامية في إيران وأغلقت السفارة الإسرائيلية في طهران، فُتحت أول سفارة فلسطينية في العالم هناك في وقت تخلى عنها العرب، و كان عرفات في بداية حرب الثمان سنوات الى جانب الثورة الإسلامية حتى عام ١٩٨٢ حيث خسائر العراق المادية و البشرية فاقت التوقعات دون أن تُكسر شوكة الثورة، و لِلَجْم اي تساؤل حول : كيف يقاتل بطل التحرير القومي بلداً يتبنى القضية الفلسطينية و يطالب بإقامة دولة فلسطين والقضاء على إسرائيل ؟! سحب النظام البعثي عرفات الى صفّه، وفتح مكتباً للمنظمة في تونس حيث مقر الجامعة العربية بعد كامب ديفيد، وأغدقت الأموال العراقية على هذه البروباغاندا.
كانت الصلاة خلف السيد الخميني (قده.) أتم، لكن الطعام مع صدام أدسم.