اعلنت الحكومة العراقية في (20 حزيران 2023)، إجراء الانتخابات المحلية (مجالس المحافظات) فى 18 ديسمبر 2023، بعد فترة انقطاع دامت 10 سنوات على تاريج آخر انتخابات محلية شهدها العراق فى عام 2013، حيث تم حل مجالس المحافظات امتثالاً للمطالب الشعبية التى نادت بها حركة الاحتجاج الجماهيرية فى أكتوبر 2019 (حراك تشرين)، نتيجة فشل تلك المجالس فى توفير وتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات المعيشية للمواطن العراقى وتردى البنى التحتية فى كافة المحافظات، فضلاً عن تورطها فى العديد من أوجه الفساد المالى والإدارى.
بالنسبة للتيار الصدري فقد حسم عدم مشاركته في انتخابات مجالس المحافظات. واما المشاركة في انتخابات مجلس النواب خلال الفترة المقبلة، غير محسوم حتى اللحظة، فهذا الملف لم يناقش ما بين الصدر والمقربين منه، فمن المبكر جداً حسم هذا الامر، خصوصاً في ظل عدم وجود أي توجه حقيقي لانتخابات برلمانية مبكرة.
في ظل استمرار التيار الصدري بمقاطعته العملية السياسية وعدم مشاركته في الانتخابات المحلية، أعلن كل من ائتلاف "الوطنية"، بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إياد علاوي، وحركة "امتداد"، التي تجمع عددا من الشخصيات والقوى المدنية مقاطعة الانتخابات المحلية المقرر اجراؤها في 18 كانون الأول المقبل.
نعتقد ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ربما سيوجه اتباعه من خلال دعمه لبعض التحالفات مثل تحالف "تصميم" الذي يضم كتلتين كبيرتين هما "تصميم" برئاسة النائب عامر الفايز، وكتلة "واسط أجمل"، بزعامة محافظ واسط محمد المياحي المنشق عن تيار الحكمة ، لإعطاء دفعة قوية لصعودها إلى سدة الفائزين. اما قوى الإطار التنسيقي فتوزعت على 11 قائمة انتخابية في 15 محافظة، وضمت القوائم أكثر من 50 حزباً وتياراً.
وقرر الإطار خوض الانتخابات المحلية في بعض المحافظات بقائمتين وينفرد ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، في تحالفه بـ10 محافظات لكنه يندمج مع الإطار في المدن الشمالية والغربية. ومن المفترض أن تُجرى الانتخابات المحلية فى كل المحافظات العراقية عدا محافظات إقليم كردستان الثلاث -أربيل والسليمانية ودهوك- الذى يخضع لنظام الحكم الذاتى، وله نظام انتخابى منفصل عن النظام الانتخابى العام الذى تطبقه الحكومة المركزية فى بغداد. فهل ستجرى الانتخابات ام تؤجل مع انتخابات برلمانية مبكرة؟