منذ القرون الأولى للاستعمار الأوروبي، أدركَت القوى الاستعمارية أن التحريض على الفتَن، وتفكيك النسيج الاجتماعي، واللعب على التناقضات الدينيّة والمذهبيّة والعِرقيّة لدى الأقليّات داخل الدول المحتلة، هو من أنجَع الأدوات لضمان السيطرة والاستمرار في الحكم. وقد كان الاستعمار البريطاني أبرز من أتقَن هذه اللعبة القذرة، لتفتيت المجتمعات وإضعاف حركات التحرّر الوطني. ولم تَنته هذه السياسة بانتهاء الاستعمار البريطاني؛ بل ورثَتها الولايات المتحدة الأمريكية في عصر الهيمنة العالمية، بذريعة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما طَبّقها الكيان الصهيوني كجزء من مشروعه الجيوسياسي التوسّعي في المنطقة على قاعدة "فَرّق تَسُد".