مقدمة
تأتي أزمة الاحتجاجات على زيادة أسعار الوقود التي اندلعت الأحد الموافق الثاني من كانون الثاني الجاري في كازاخستان لتسلط الضوء على بعد هذه المنطقة الجيوسياسي؛ إذ يرى المراقبون انها ستكون الخطوة الأخيرة في تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب تكون فيه الصين وروسيا وإيران قوى فاعلة ومؤثرة، ولا تبقى الولايات المتحدة القوة العالمية المنفردة التي تفرض سياساتها بحسب مصالحها وحسب ما تشاء.
وهو ما ناقشته حلقة نقاش نظّمتها الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين عبر الفضاء الافتراضي بعنوان: "آسيا والنظام العالمي الجديد كازاخستان أنموذجًا".
أولاً: معطيات أولية حول اللقاء:
الزمان |
الاثنين 24\1\2022 |
المكان |
Zoom Meeting |
مدة اللقاء |
من الحادية عشرة لغاية الثانية عشرة والنصف ظهرًا |
المشاركون السادة: |
|
1 |
رئيس الرابطة د. محسن صالح. |
2 |
عضو الهيئة الإدارية في تركيا الأستاذ بركات قار. |
3 |
الباحث في الشؤون الاسيوية د. وائل عواد. |
4 |
عضو الرابطة في لبنان د. إسكندر كفوري. |
5 |
عضو الرابطة في لبنان الأستاذ محمود ريّا. |
6 |
أمينة سر الرابطة د. وفاء حطيط. |
ثانياً: مجريات اللقاء:
بعد بالترحيب بالمشاركين، افتتح رئيس الرّابطة د. محسن صالح الحلقة بالإشارة إلى ترابط الأحداث في كل من كازاخستان، وما يحصل من توتر حول أوكرانيا، وما حصل في أفغانستان من انسحاب أميركي، وقال: هذه القارة القديمة الجديدة الغنية التي لم تستثمر بعد، يريد النظام الرأسمالي ان يضع يده عليها من اجل ان يعيد انتاج الرأسمالية، وهذا ما لم يوفق به للان، لذلك عندما يذهب الى النفط الاحفوري هو للان يجد هذه الصعوبات خاصة في التعامل مع الصين وروسيا ومع الجمهورية الإسلامية في إيران ومحور المقاومة الذي يتصاعد دوره في هذا العالم".
مداخلة د. وائل عواد
دولة كازاخستان هي الأكبر بين دول اسيا الوسطى، خاصة أنها تحتل موقعاً استراتيجيًا مهمًا لقربها من روسيا والصين، هذا الموقع الجيو استراتيجي جعل منها محطة انظار العالم، لاسيما أن الولايات المتحدة والغرب ركزوا على تحليل واسقاط الاتحاد السوفياتي لقناعتهم بأن هذه الدولة التي تشكل تاسع أكبر دولة في العالم هي المحك المقبل بين الولايات المتحدة والغرب من جهة والصين وروسيا من جهة ثانية، باعتبار ان هذه الحدود مع روسيا التي تتجاوز الـ 7500 كلم ستشكل الخاصرة الضعيفة لروسيا.
وإذا ما نظرنا الى هذه المنطقة علينا ان لا ننظر الى كازاخستان باستثناء عن باقي دول اسيا الوسطى، لان هذه الدول غنية جدا بالنفط والغاز والموارد الطبيعية واليورانيوم وتتصدرها دولة كازاخستان التي لا يتجاوز عدد سكانها العشرين مليون نسمة، ولكن دخل الفرد هناك عالٍ جدًا إذا ما قورن بالدول في المنطقة، لذلك كان من المستغرب بعض الشيء ان تكون هناك مظاهرات واضطرابات في هذا البلد الغني، ولكن الحكومات الضعيفة في هذه المنطقة ساهمت في خلق بيئة معادية للحكومات بشكل عام، وهذا ما حدث في بلادنا العربية ويحدث الان في هذه المنطقة من العالم، وهذا يدل على وجود أيدٍ خفية ارادت لهذه الدولة ان تكون فاشلة لكي تحقق مأربها في هذه المنطقة، وتكون صلة الوصل للحرب المقبلة بين الولايات المتحدة والصين.
نحن نمهد للأيدي الخفية ان تلعب الدور الرئيسي في اسقاط الأنظمة، أي بمعنى ان الحكومات مسؤولة وتتحمل المسؤولية الكاملة عما آلت اليه الأوضاع في المنطقة.
إذا استطاعت هذه القوى الخارجية ان تتفاعل وتنشط وتجند أكثر من 10 الاف شخص على الأقل للبدء بهذه الاضطرابات، إذن هناك خلل، وهذا الخلل نراه في طريقة الحكم، وهذه الأنظمة عندما استقلت عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، كان هناك تقارب مع تركيا، وإيران، ودول الخليج، إذن هناك نوع من الإسلام الراديكالي الذي دخل هذه المنطقة، وهذا التطرف الوهابي الذي انتشرت بذوره ليس فقط كازخستان، بل في كل دول المنطقة.
وعندما قامت اميركا باحتلال أفغانستان جندت ما يعرف بثقافة الجهاد الإسلامي (الجهاد الأميركي)، لذلك هذه الأنظمة عندما قامت بالاستقلال تغذت شعوبها المسلمة المعتدلة بالفكر المتطرف، وهذا ما شجع على استمرار هذا التطرف من ناحية، أيضا تجارة المخدرات وسوء الإدارة من قبل هذه الحكومات، ساهمت هذه العوامل كلها في عدم ترسيخ المؤسسات الديمقراطية في هذا البلد.
كازاخستان كمثال في هذه المنطقة فشلت بشكل ذريع في التقارب ما بين الحكومة والشعب، لذلك أقول ان هناك مؤامرة ولكن المؤامرة الداخلية أخطر من المؤامرة الخارجية.
النظام العالمي الجديد هو في هيكلته الجديدة ولم يتم تشكيله، ولكن ما ساعد في النظام العالمي السابق هو الصين ساعدت الولايات المتحدة في قيادة العالم من خلال انهيار الاتحاد السوفياتي وهذا يدل على ان هذا الصراع مستمر حتى الان، وهو صراع المصالح بين الدول العظمى.
ما حدث في أفغانستان هو ليس لمحاربة القاعدة والإرهاب وانما استخدم الإرهاب كأداة لتحقيق اهداف استراتيجية، وهذا ما حققته الولايات المتحدة في دول اسيا الوسطى.
الولايات المتحدة تريد من دول اسيا الوسطى ان تمد انابيب النفط والغاز الى الصين، الهند، دول أوروبا، لذلك كانت هناك مشاريع لمد هذه الانابيب عبر أفغانستان لكن حكومة طالبان آنذاك رفضت ان توفر لأميركا لذلك، واعطت الصلاحية لشركة أرجنتينية مما دفع بالولايات المتحدة لإسقاط نظام طالبان.
ما حدث في اميركا بعملية 11 أيلول دفع بدول اسيا الوسطى لإعطاء الولايات المتحدة قواعد عسكرية بحجة محاربة الإرهاب في أفغانستان، ومن ينظر الى جميع شركات النفط والغاز في دول اسيا الوسطى يدرك تماما ان من يوجد على إدارة هذه المؤسسات النفطية هم المحافظون الجدد في الولايات المتحدة.
الوجود الأميركي والإسرائيلي في هذه المنطقة جزء من خلق البلبلة المستمرة لاستغلال خيرات هذه الشعوب. وما تقوم به الان تركيا هو جزء من المخطط الأميركي في هذه المنطقة، ما حدث في قره باغ، وما حدث في سوريا، والدعم التطرف الإسلامي الراديكالي للإساءة الى الدين الإسلامي أولًا، وثانيًا لإعادة احياء الإرهاب في هذه المنطقة.
المؤسسة العسكرية في الولايات المتحدة تحتاج الى مناطق للحروب الجديدة، وهذه المنطقة مرشحة الى ان تكون ساحة الحروب المقبلة، وكازاخستان هي التي كانت كبش الفداء في السياسة الأميركية باعتبار انها تشكل ضغطًا رئيسًا على الحكومة الروسية.
اميركا تريد للنفوذ الإيراني والنفوذ الصيني والنفوذ الروسي ان يسقط في هذه المنطقة وان ينمو النفوذ التركي الذي يصب في المصلحة الاميركية.
الهدف الأساسي من الانسحاب الأميركي المفاجئ من أفغانستان هو إعادة احياء الجماعات الإرهابية التي ترعاها تركيا والجماعات المتطرفة لضرب الامن والاستقرار في المنطقة واستغلال الثروات في هذه المنطقة، لذلك ما زال سلاح النفط والغاز جزء لا يتجزأ من سياسة اميركا في إعادة التحكم بالعالم.
السؤال: هل الإمبراطورية الأميركية في حال انهيار ؟، وإذا كانت اميركا في حالة الانهيار فما هو البديل؟، وإذا كانت اميركا سترضى بنظام عامي جديد متعدد الأقطاب، اعتقد بأن هذه الأسئلة بحاجة الى نقاش أوسع، لأننا علينا ان نركز على ان سياسة اميركا الان في هذه المنطقة بدأت تتلاشى وتنحسر.
مداخلة د. اسكندر كفوري
من غير المستغرب قيام التظاهرات في كازاخستان، ففي عامي 2011 و2014 حصلت مظاهرات عنيفة وجرى قمعها، ومن المؤكد ان هناك مؤامرة وتدخل وحضور لتطرف إسلامي وغير إسلامي، وأميركا وغيرها من الدول وتركيا بالأخص وراء مشاريع في المنطقة.
كازاخستان هي من الدول الفاسدة جدًا، وفيها 169 ملياردير يملكون نصف ثرواتها فيما نصف الشعب رواتبه لا تصل الى ألف دولار سنويا، أيضا هناك مشاكل كثيرة غرب البلاد فهناك دخلت شركات اجنبية كثيرة نفطية وغير نفطية تعمل في تلك المناطق وتستغل العمال أبشع استغلال. القضية في كازاخستان أسباب موضوعية جرى استغلالها، وكازاخستان مهمة جدًا وأهم من أوكرانيا بالنسبة لروسيا مع هذه الحدود الطويلة المشتركة بينهما.
والفساد الداخلي هو الذي يسمح لدخول المؤامرات الخارجية، فالرئيس نزاربايف الذي يحكم كازاخستان منذ العام 1990 اخذ صلاحيات مطلقة، وكان بوجهين حيث انه كان يظهر الاهتمام والمحبة للروس وغيرهم وفي الوقت نفسه كان يعمل مع الاميركيين والإسرائيليين. فقد كان نزاربايف يتعاطى مع اميركا والغرب وإسرائيل، والمجموعة المحيطة به ضربوا الطبقات الفقيرة والعاملة ضربة كبيرة في الظهر، وأحدثوا هذه الشرارة.
بدأت العلاقة بين الكيان الصهيوني واهتمامه بكازخستان مع انهيار الاتحاد السوفياتي مباشرة، وكانت إسرائيل الدولة السباقة والأولى التي اعترفت باستقلال كازاخستان، والشركات الإسرائيلية تغلغلت بشكل كبير في كازاخستان، والمستشارين الإسرائيليين هم الذين يقودن الدولة في كازاخستان، ولأول مرة في تاريخ اسرائيل تقدم قرض لدولة وقد قدمته لكازاخستان.
كما أن أحد اشقاء نزاربايف يترأس المتطرفين الإسلاميين ولديه مجموعات خاصة، وهناك مجموعات للمخابرات التركية ايضًا. يعني هناك عوامل كثيرة تقف خلفها اميركا وإسرائيل بشكل خاص وتركيا.
لدى العالم اليوم عدو مطلق هو الولايات المتحدة لأنها تسعى الى تحقيق مشروعها الذي تسميه "امبراطورية الخير" في مواجهة امبراطورية الشر، ومحاور الشر بالنسبة لأميركا هي الصين، وروسيا، وإيران، وكل دولة تدافع عن سيادتها امام الخضوع للضغوط الأميركية.
من هنا نرى أن هذا المشروع لا يتفق من الناحية الجيواستراتيجية مع مصالح الكثير من الدول التي تقف ضدها الولايات المتحدة الأميركية.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي كانت الولايات المتحدة هي الدولة العظمى الوحيدة وأرادت الاستمرار في هذا الامر، ولكننا اليوم دخلنا في عالم جديد متعدد الأقطاب. واميركا تسعى الى اقامة حزام نار يفصل بين محاور الصداقة، ومن فإن السيطرة على كازاخستان تمنع تشكيل هذه المحاور.
منذ تشرين الثاني هناك شركات بلبوس أمنى كانت تمول بعد الافراد وهم من افتعلوا ما افتعلوه والهدف الكبير ومتواصل وأميركا تخرج من الباب وتدخل من النافذة.
قريبًا ستحصل مشاكل في جهة طاجكستان واوزبكستان من ناحية أفغانستان، ولا يجب الركون إلى ما قام به الاميركيون في أفغانستان، فهم لم يتركوا أفغانستان، بل حضروا فئات.
مداخلة الأستاذ بركات قار
كانت هناك أرضية واضحة ونتيجة الاهمالات والسيطرة الديكتاتورية الموجودة في النظام الرأسمالي الذي استثمر كل ما يوجد من ثروات في كازاخستان، وهو الذي نقل البلد وهيأه ليكون للقوى الخارجية تفكير وبرنامج ومشروع للتدخل لصالح الرأسمالية العالمية لإنتاجه من جديد.
منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وحتى الان، نرى أن عين تركيا على الجمهوريات التركمانية، وتعتبرها جمهوريات القرابة، ومن حقها أن تتدخل على كل المستويات، ولكن في مسألة كازاخستان لم تكن نبرة تركيا عالية كما كانت في سوريا وليبيا والصومال، لأن هناك اميركا وروسيا وهي واقفة في النصف.
تركيا لا تستطيع ان تخرج منتصرة في هذه المنطقة بهذا الموقف، وبهذه السياسة القومية التي لا تفكر لا بديمقراطية ولا بحقوق ولا بأقليات، لا تفكر الا بالفكرة المتطرفة التركية الإسلامية، وكل مصالح تركيا لا تزال في الغرب. والأحزاب البرجوازية المدافعة عن وجود تركيا في سوريا وفي ليبيا والمنطقة والقوقاز لا تزال صامتة، وتؤيد اردوغان في هذه السياسة، ولكن هناك قوى ديمقراطية رافضة لهذا النظام ولهذه السياسات.
لقد انسحبت اميركا من أفغانستان من دون الاستشارة والرجوع الى اصدقائها وحلفائها في أوروبا وتركتهم بردود فعل كبيرة. وهي الآن تحاول أن تغطي على هذا الموقف والخلخلة التي حصلت بينها وأوروبا من خلال ابراز مسألة أوكرانيا.
اميركا ستتراجع في كازاخستان كما ستتراجع في أوكرانيا. هناك تراجع في الموقف الأميركي واميركا حتى ولو قامت روسيا باحتلال أوكرانيا فهي غير مستعدة وغير قادرة على مواجهة روسيا ولو بموقف واحد. وهي لم تجرؤ على القيام بحرب مع روسيا لأنها ستخسر اسيا الوسطى، وعلى رأسها كازاخستان. فضلًا عن أن تدخل منظمة الامن الجماعي قطع الطريق على اميركا وتركيا، وكانت خطوة ذكية من قبل روسيا، لاسيما أن بوتين من غير الممكن ان يتنازل لتركيا في هذه المنطقة اطلاقًا لأنها نظام حصان طروادة في هذه المنطقة.
مداخلة الأستاذ محمود ريا
إن وضع كازاخستان حساس من مختلف الجوانب، ولكن من خلال متابعة التصريحات التي قدمها المسؤولون الصينيون، لاسيما الرئيس شي جين بينغ وهذا أمر نادر الى حد ما أن يتدخل الرئيس الصيني في صراع بدولة أخرى بهذا الشكل المباشر، وباتصال مع رئيس الدولة المعنية، وهذا يدل على مدى أهمية الوضع الطارئ في كازاخستان بالنسبة إلى الصين، وبالتالي كازاخستان مهمة جدًا للصين.
ومن الطبيعي أن يكون للصين هذا الاهتمام بكازاخستان لأسباب متعددة، وهناك ملفات عالقة كثيرة بين الصين وكازاخستان، يمكن الحديث عن الهم المشترك الذي هو العملية الانفصالية او محاربة المتطرفين في كازاخستان، فوجود المتطرفين والانفصاليين والإرهابيين بالنسبة إلى الصين يدخل في إطار الخطوط الحمراء التي لا يمكن ان تقبل بها، ووصول المتطرفين الى الحدود الطويلة بين كازاخستان والصين يجعل الصين في حالة توتر وتأهب قصوى، ولذلك لم تتردد الصين في إعلان تأييدها للخطوة الروسية في الدخول الى كازاخستان، وتثبيت الأمور من جديد، ولم تتردد أيضًا في تأكيد علاقتها القوية مع كازاخستان ومع الحكم فيها، خصوصًا الرئيس الحالي الذي يملك ثقافة صينية الى حد ما، سواء من حيث اللغة او من حيث الإقامة لفترة محددة في الصين خلال تاريخه الماضي.
وكازاخستان مهمة جدًا للصين اقتصاديًا، سواء من حيث التجارة بين الدولتين او من حيث امداد كازخستان للصين بالكثير من المواد الأولية كاليورانيوم والغاز، وهناك استثمارات ضخمة جدًا حوالي 20 مليار دولار للصين في كازاخستان.
اما الموضوع الأهم والجيو استراتيجي والابرز الذي يشكل النقطة المحورية في علاقة الصين وكازاخستان فهو الموقع الذي تحتله كازاخستان في مبادرة الحزام والطريق، لان كازاخستان المدخل الاساسي الذي يصل الصين بالعالم كله بالخط البري. وتدرك الصين ان خروج كازاخستان من المنظومة الشرقية يعني القطع النهائي لمبادرة الحزام والطريق، وتبديد امال الصين بفتح ممر اخر يخرجها من الطوق الأميركي المفروض عليها بحريًا من خلال السيطرة الأميركية على ممر ملقا وباب المندب وقناة السويس.
وهناك مسألة تتعلق بمحاولة القوى الخارجية من خلال كازاخستان قطع التواصل بين الصين وروسيا الذي بدأ يشكل صورة جديدة للعالم، وفرصة لإقامة عالم متعدد الأقطاب، فإن القضاء على الجسر الكازاخستاني في هذا التواصل يشكل ضربة قاسمة لإمكانية هذا العالم المتعدد الأقطاب، وأي محاولة لقطع هذا العالم ومنعه هو محاولة آثمة بحق البشرية.