مارست الدول الغربية وحلف (الناتو (كل أنواع النفاق السياسي ضد سورية، ويتعرض العالم كله لفوضى كبيرة من جراء ذلك، وخاصة مع إصرار الإدارات الامريكية بما فيها الإدارة الحالية (إدارة بايدن)، ولكن الآن بدأت تتغير معالم القوة العالمية ويزداد غضب الشعوب على الإدارة الامريكية وحلفها الشيطاني (حلف الناتو)، ولا سيما مع تزايد تهديدات هذا الحلف لأغلب دول العالم التي تتمرد على الاملاءات الامريكية وترفض الخنوع لها، ومنذ بداية سنة 2022 بدأنا نتلمس في تغير المعادلات الدولية على الساحة العالمية، ولاسيما بعد التحالف الاستراتيجي بين (روسيا والصين) بتاريخ 4/2/2022، والبلدان من محور مقاومة الإرهاب ويعانيان مثل سورية وايران وغيرهما من الإرهاب الاقتصادي الأمريكي الأوروبي المتضمن كل من العقوبات والحصار المفروضين من طرف واحد ويخالفان الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وتأتي أهمية لقاء الرئيسين الروسي والصيني من خلال رفضهما للتهديدات الامريكية ومقاطعتها للألعاب الرياضية الشتوية في الصين، وقد وجد هذا اللقاء تناغم واضحا من قبل القيادة الإيرانية والسورية، فإيران وسورية ترتبطان مع البلدين بعلاقات قوية وسورية تعاني من الاحتلال الأمريكي والقوى التابعة لها حيث تقوم الإدارة الامريكية وعملائها من احتلال تركي وصهيوني وعصابات انفصالية وإرهاب تكفيري، وقد وقفت روسيا والصين ضد كل هذه الإجراءات اللاإنسانية، فهل يساعد لقاء القوتين الكبيرتين وكاملهما العسكري والاقتصادي وتوحيد مواقفهما في المنظمات الدولية كما اعلن الرئيسين في وضع حد للهيمنة الأطلسية؟
وتعتبر كل من ايران وسورية مهمتان بالنسبة للمشروع الصيني العملاق (الحزام والطريق)، وقد وقعت ايران عقود اقتصادية طويلة المدى ويوجد تنسيق واضح مجال مباحثات الملف النووي مع الدول الغربية وأمريكا، وتؤكد الوقائع على أن عهدا اقتصاديا جديدا بدأ يفتح ابوابه، ويتجسد هذا في توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية في مجال الامدادات الإضافية من الغاز الطبيعي من روسيا إلى الصين ونقل 10 مليار م3 من الوقود الأزرق عن طريق خط (الشرق الأقصى) وتحديدا من حقل غازي يخضع للعقوبات الامريكية، وهذا يعني تحرر روسيا من القيود الامريكية والغربية من ناحية تسويق إنتاجها من الغاز، ولاسيما ان الصين اكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان حوالي 1،5 مليار نسمة تقريبا تشكل بحدود 25% من سكان العالم وهي صاحبة اكبر معدل نمو اقتصادي في العالم أيضا، وهي تستهلك سنويا من الغاز بحدود 360 مليار م3 وهذه الكمية تزداد سنويا بنسبة 12% سنويا، أي انها ستتضاعف خلال أقل من 10 سنوات.
وتؤكد الدراسات انه إذا تم تنفيذ خط الغاز (سيوز فوستيك) بين البلدين عبر منغوليا فإن الغاز المصدر من روسيا إلى الصين سيزيد عن كمية الغاز المصدرة إلى تركيا وأوروبا وبالتالي تتخلص روسيا من الاختناقات التسويقية بل سيدفع هذا الدول الاوربية للتنافس مع الصين على الغاز الروسي، ولا سيما مع إعلان الصين أنها ستستغني عن الفحم الحجري الذي يشكل بحدود 60% من استهلاك الطاقة لديها وتعتمد على الطاقة النووية والغاز، ومن هنا نتوقع انه ستنضم قريبا دول كبرى وفي مقدمتها (ايران والهند) إلى هذا التحالف ولا سيما بعد ان تبين للعالم كذب الوعود الغربية ونفاقها السياسي وعلى صعيد العديد من القضايا العالمية، وان نتائج هذا الاتفاق وتحت عنوان (الإعلان المشترك بخصوص دخول العلاقات الدولية عهداً جديداً والتنمية المستدامة) ستترك أثارها الاقتصادية على الساحة العالمية والعولمة الاقتصادية والخريطة الجيوسياسية العالمية وتوازن القوى لبناء نظام عالمي اقتصادي أكثر توازنا وإنسانية.
وقد أكد الرئيس الصيني إلى ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين من 140 مليار دولار سنة 2021 إلى أكثر من 250 مليار دولار سنة 2022 أي بنسبة 79% خلال سنة واحدة، وأكد الرئيس الروسي من جهة اخرى على ان محفظة اللجنة الروسية - الصينية الحكومية الدولية للتعاون الاستثماري تشمل 65 مشروعاً تزيد قيمتها على 120 مليار دولار أميركي في الطاقة والغاز واستثمارات شركة (غاز بروم) العملاقة التعدين ومعالجة المعادن وإنشاء البنية التحتية والزراعة، فهل نحث الخطى للاستفادة من هذا التحالف ومن خبرة الاصدقاء روسيا والصين وايران ونقطع التواصل مع الغرب رمز النفاق السياسي كما قال السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.