• اخر تحديث : 2024-05-10 13:04
news-details
ندوات وحلقات نقاش

أبرز أحداث العام 2018 والتوقعات المستقبلية: رؤية إستراتيجية


من المعروف أن بداية عام متصلة بنهايته لجهة ما يشهده من أحداث وتطورات تترك تأثيراتها المحدودة منها والبعيدة المدى قد؛ لذا جرت العادة التوقف عند أبرزها.

وفي سياق ما تقدم، نظمت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين حلقة نقاش بعنوان:

أبرز أحداث العام 2018 والتوقعات المستقبلية: رؤية إستراتيجية.

ودار نقاش حول المحاور الآتية:

1: أبرز الأحداث التي عاشتها المنطقة بدءً بلبنان، مروراً بسوريا وفلسطين، وصولاً إلى العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية واليمن والبحرين.

2: طبيعة التحديات المرتقبة في ضوء قراءة تلك الأحداث: سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا

3: الإستراتيجية الإعلامية المفترضة في مواجهة التحديات المتوقعة.

 

المشاركون

#

الإسم

البلد

الصفة

1

د. حسن سلمان

العراق

رئيس الرابطة

2

د.أمين حطيط

لبنان

الخبير العسكري والأستاذ الجامعيّ

3

د.بسام بوعبدالله

سوريا

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق

4

د.محمد نور الدين

لبنان

الخبير في الشؤون التركية والأستاذ الجامعيّ

5

د.عباس الموسوي

العراق

المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون والأستاذ الجامعيّ

6

أ. طالب الحسني

اليمن

كاتب ومحلل سياسي

7

أ. تيسير الخطيب

فلسطين

كاتب ومحلل سياسي

8

أ. خالد أبو حيط

فلسطين

كاتب ومحلل سياسي

9.

أ. فيصل جلول

لبنان

كاتب ومحلل سياسي

10

أ. حسين يوسف

البحرين

كاتب ومحلل سياسي

11

 

أ. خليل القاضي

لبنان

كاتب ومحلل سياسي

 

12

د. وفاء حطيط      

لبنان

أمينة سرّ الرّابطة

 

وقائع الجلسة:

بداية قدم رئيس الرابطة د. حسن سلمان مداخلة أشار فيها إلى أبرز الأحداث التي حصلت خلال العام 2018؛ حيث اعتبر أن الحدث العالمي الأبرز يتجلى في القرار الأميركي الصهيوني القاضي بالخروج من الإتفاق النووي من طرف واحد، وما استتبعه من فرض للعقوبات الشاملة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أفضت إلى فوضى سياسية واقتصادية في العالم والداخل الإيراني في آن واحد. لكن عملت ايران بكل قوة على  إفشال أهداف ومفاعيل المواقف الأميركية، وعطلت الكثير من آثارها. ولاتزال الأمور مفتوحة على احتمالات عدة نتيجة الحلف الأميركي السعودي الصهيوني، والتي يقابلها المواقف المتضامنة مع الجمهورية الإسلامية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وعلى الصعيد الفلسطيني أشار د. سلمان إلى انكشاف صفقة القرن، وقد تجلت هذه الصفقة في العام 2018 في شكلها المعروف الذي تتبناه اميركا والسعودية. بالإضافة إلى تطور نوعي في أداء المقاومة الفلسطينية في تحدي الكيان الصهيوني.

وبالنسبة إلى لبنان والعراق فيبرز حدث إجراء  انتخابات نيابية، وحتى الان لا حكومة فيهما فهناك ترابط بين البلدين ومن الذي يعرقل ويقف وراء هذا الامر؟

وسعوديًا، يبرز حدث قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي حدث كبير في العام 2018 ومن وراء هذه الجريمة وماذا سيتكشف فيها.

واشار إلى جمود الوضع السوري ووقوف الأمور على ما هي عليه، وقال: يشعر المراقب ان الوضع في سوريا جامد، اتفاق استانا متوقف والحلول السياسية متوقفة، الرئيس السوري بشار الأسد قد قال كلام: لولا الدعم الخارجي وتبني الجماعات الإرهابية لاستطعنا انهاء الامر خلال أشهر. هذا التصريح للأسد يدل على ان الحل في سوريا ليس قريب. قضية النازحين السوريين في لبنان وما يخطط لها. وظهور الاستراتيجية الاميركية الجديدة على لسان الأركان الأميركي، أي الذهاب الى فدرلة او تقسيم سوريا.

وختم بالإشارة إلى ما أسماه الربيع الأوروبي وما يحصل في فرنسا وبلجيكا، متسائلًا عن أسبابه، وهل هناك علاقة لأميركا في الامر؟

ومن أبرز ما جاء في مداخلة د. امين حطيط

ـ جزء من العام 2018 هو استمرار لما كان قائما خلال السنوات السبع الماضية، والأخر هو ردة فعل على ما حصل في هذه السنوات.

ـ المشروع الكبير هو الصراع على منطقة الشرق الأوسط  بين مشروعين: الأول احتلالي بقيادة أميركية والتحاق أوروبي وأدوات إقليمية والثاني المشروع المقاوم؛ وقد نتجت خلال هذا الصراع تحالفات، وإعادة ترسيم العلاقات بين الدول وفق مشهدية يمكن رسمها كالتالي: إيران وتركيا والسعودية إقليمياً وروسيا دولياً، هؤلاء دخلوا على المسرح خلال الصراع وأصبحوا جزء رئيسيًا من المشهد.

واعتبر د.حطيط أن النقطة المركزية التي كانت تحسم الى اين ذاهبة المنطقة هي فلسطين وما تزال، وقال:صفقة القرن مشروع جديد ذو جذور قديمة، وهذه الصفقة تمر من خلال طريقة واحدة كسر المقاومة، ولم يستطع أحد تدجينها واستيعابها... واعتباراً من تشرين الثاني 2018 أصبح بإمكاننا التعامل مع جنين ميت. هذا الجنين الذي قتل بفعل ثلاثة اسباب، الأول فلسطيني في الميدان والسياسة والميدان، والثاني هو القوة التي اظهرها محور المقاومة خاصة في الميدان السوري والمناعة التي اثبتتها إيران. والثالث عدم قدرة اميركا على صياغة بيئة رعائية حاضنة لتمرير هذه الصفقة.

واعتبر د.حطيط أن موت صفقة القرن بهذا الشكل أعاد مصير الشرق الأوسط من جديد؛ متسائلًا:

هل لبنان والعراق يجب ان يبقوا ضمن صيغة 2005 ام يجب تغير صيغتاهما؛ ولفت إلى أن موقف حزب الله من دعم توزير نائب سني من اللقاء التشاوري هو تأكيد على تحول استراتيجي في البيئة السياسية.

وفي الموضوع السوري قال: تم تجميده لسببين، الاول هو الحذر الروسي من مواجهة غير مستعد لها، وهذا الحذر يعالج في الوقت الحاضر بنسبة 70 الى 80 بالمئة، واذا تمت هذه المعالجة تنطلق عملية ادلب، والسبب الثاني حاجة سوريا الى إعادة ترتيب الوضع الداخلي لان هناك مسائل كثيرة انكشفت خلال العامين 2017 و2018، وهذان العنصران اخرا عملية ادلب.

وفي موضوع الأحداث الفرنسية قال: فرنسا استثمار أميركي لوضع اقتصادي منهار، وتحذير الأوروبيين من التفكير من الاستقلال عن اميركا.

ومن أبرز ما جاء في مداخلة د.عباس الموسوي:

في نهاية عام 2017 حصل اتفاق روسي أميركي على توزيع المغانم في المنطقة، سوريا للروسي والعراق للأميركي. والأميركي يريد ان يحسب لبنان على الإيرانيين حتى تتحمل إيران مسؤولية حماية الحدود.

وقال: الروسي عندما حصل الاتفاق مع الأميركي، استطاع ان يحقق انجاز على الأرض بيمنا الأميركي لم يستطع انجاز أي شيء على الأرض في العراق فكان يواجه سكينة إيرانية في وجهه كيفما تحرك، لذلك حاول الأميركي ترتيب الاتفاق من جديد.... ووجود حالة مقتدى الصدر اتت بالاستثمار السعودي في العراق، حيث لم يستطع السعودي الاستثمار في الشيعة بلبنان، وقد نجح السعودي في الاستثمار بمقتدى الصدر في العراق.... وإذا لم يأخذ عادل عبد المهدي دور الشخص القوي الذي يحافظ على هيبة الدولة، سيدخلنا الصدر بمشاكل. لاسيما في ضوء المتوقع من مشاكل حقيقية بعد توقف الغاز الإيراني. والعراق لا يستقر الا باتفاق الإقليم (إيراني-اميركي) وحتى الان لا يوجد اتفاق.

ومن أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ تيسير الخطيب:

هناك خطة أميركية لتصفية القضية الفلسطينية والخروج من منطق التفاوض الى منطق فرض الحل. والعام القادم سيكون عام تحولات كبرى في الخارطة الفلسطينية، لاسيما موضوع التسوية (أوسلو) التي راهنت عليها السلطة الفلسطينية، فالسلطة ستضطر الى اعلان فشل هذا الخيار. من هنا قد نشهد تغييرًا على مستوى بنية السلطة الفلسطينية، خاصة أن إمكانية فرض الصفقة على الشعب الفلسطيني صعبة، وفي العام القادم ستظهر خيارات جديدة ترفض موضوع التسوية.

وفي الوضع السوري  قال الخطيب من الخيارات الممتازة هو تأجيل عملية ادلب، وتركيا تقترب شيئا فشيئا من ان تنسق مع الحكومة السورية، لكنها تحتاج الى استدارة كبيرة. ليس امام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الا ان يسير في هذا الخط والعامل الأساسي هو مصلحته بموضوع الاكراد. ويجب عدم التعامل بردود الأفعال فالمحور منتصر ومتقدم، ولا بد من استخدام سياسات متجاوزة، فعلى الاعلام ان يلعب على التناقضات.

ومن أبرز ما جاء في مداخلة د.محمد نور الدين:

 اننا اليوم امام تركيا جديدة داخلياً؛ فمع التعديل الدستوري أصبح اردوغان كل شيء بشكل غير مسبوق ولا نظير لذلك في كل العالم. الحكومة التركية ليست بحاجة ان تنال ثقة البرلمان وعلى يلدريم اخر رئيس وزراء منذ تأسيس تركيا في العام 1822. الرهان على انقلابات عسكرية قائمة في كل الدول ولا يمكن لاحد ان يتنبأ بذلك. الواقع الذي حصل في تركيا غير مريح، والاعتقالات في الداخل وهذه عوامل المفاجآت قائمة وغير مغلق عليها بشكل كامل.

وبالنسبة إلى الوجود التركي في سوريا وادلب فان الاتراك مختلفون بالتعامل مع ادلب عن باقي المناطق السورية، ويطمحون الى إقامة شريط، وهذا هو الهدف من مماطلة الاتراك بالنسبة لادلب؛ فضلًا عن أن الوضع في ادلب ليس تحت السيطرة التركية الكاملة وغير الوضع في عفرين حيث هناك جيش تركي.

ولفت د.نورالدين إلى خطورة عدم حصول أي اجتماع رسمي بين الدولة السورية والتركية. بالإضافة إلى لأن لتركيا مشروعها الخاص في سوريا وليست مع وحدة الأراضي السورية وهذا أحد أسباب تأجيل معركة ادلب، ويحمل مؤشرًا على أن تركيا مع تقسيم سوريا وليست مع وحدة أراضيها.

وما خص السياسات التركية وإمكانية الرهان عليها، قال نورالدين : تركيا منذ 1947 تعيش في ظل الحماية الأمنية الغربية الأطلسية، ومرتبطة اقتصاديا بالغرب، وبالتالي لا تستطيع الخروج من ذلك. كما أن روسيا وإيران ليستا بديلًا عن اميركا لا اقتصاديا ولا عسكريا.  

ومن أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ فيصل جلول:

فرنسا لم تعد تملك قرارها الاقتصادي الداخلي، أصبحت كل استراتيجيتها الاقتصادية لأوروبا وبالتحديد في المانيا، ما يعني خضوعهم الى الاملاءات الألمانية.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليس لديه قاعدة شعبية، فانه ليس يسار ولا يمين وتم استقدامه به لتنفيذ سياسات معينة.

الحد الأدنى للأجور في فرنسا هابطة جدا ومن نزل الى الشارع اراد الدفاع عن حياته اليومية. ولم تأخذ حركة في فرنسا تأييد 80 في المئة كحركة السترات الصفراء، وما يجري في فرنسا حاليا داخلي ولا اعتقد ان ورائه أي شيء له علاقة بالخارج، بل ماكرون يريد ان تصنف التحركات خارجية.

لا يوجد سياسة دفاعية في أوروبا، فكيف يمكن انشاء جيش أوروبي؟

وحولا المتوقع قال جلول: الأمور ذاهبة الى 3 احتمالات:

  1. الحرب الأهلية وهذا واحد من الاحتمالات غير واضحة في وسائل الاعلام.
  2. قيام ماكرون بانقلاب عسكري. بقلب النظام من جمهورية خامسة الى جمهورية سادسة وهذا الامر سيؤدي الى مواجهات عنيفة.
  3. إقدام ماكرون على تجميد او الغاء الإجراءات ويدعي الى حوار مع المتظاهرين ويلبي طلباتهم. وهذا ما يتمناه الشعب الفرنسي.

فرنسا في الوضع الحالي لم تعد كالسابق، فعندما تكون حليف لألمانيا التي أصبحت قطب فأنها بالتالي لم تعد كالسابق.

        ومن أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ خالد أبو حيط:

تتطلب قراءة المتغيرات في منطقتنا قراءة متغيرات المشهد الدولي، ذلك أن العلاقات والصراعات الدولية محكومة بنظام عالمي متشابك ومعقد، وأن منطقتنا تقع في قلب الصراع الدولي. وعلى هذا الصعيد، يمكن رصد التغيرات الاستراتيجية على المستوى الدولي كالتالي:

1 – الولايات المتحدة: مكانتها تراجعت عمّا كانت عليه مطلع التسعينيات من القرن الماضي. تتجلّى المتغيّرات في مكانة الولايات المتحدة في:

أ – انقسام داخل المؤسسة الأمريكية الحاكمة: في خطاب تنصيبه، أعلن الرئيس دونالد ترامب حرباً على الدولة العميقة المتمثلة في أجهزة الحكم، وتشهد فترة حكمه اضطرابات لم تعرفها الإدارات الأمريكية السابقة، وسط حديث شبه دائم عن مساعي لعزله من منصبه. تجلّى الانقسام بشكل واضح مؤخراً في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي: في جانب، تصطف وكالات المخابرات، وعلى رأسها المخابرات المركزية، والكونغرس، ووسائل الإعلام، والقضاء الفيدرالي، للمطالبة بمعاقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في حين يصطف في الجانب الآخر، كل من البيت الأبيض، وعلى رأسه الرئيس دونالد ترامب، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية. الانقسام داخل الإدارة الأمريكية لا يرجع إلى فترة تولي ترامب منصبه، بل يعود إلى زمن الرئيس السابق باراك أوباما، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشار إلى ذلك عندما قامت الطائرات الأمريكية بقصف مواقع للجيش السوري غداة التوقيع على اتفاق بخصوص مدينة حلب بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي حينها. الجديد في الانقسام الأمريكي الداخلي أنه يتجاوز أطر الخلاف التقليدي في المؤسسات الحاكمة. تشير تقارير إلى أن الرئيس لم يعد يحظى بتأييد غالبية أعضاء الكونغرس الجمهوريين، والذي من المفترض أنه يمثلهم، في حين يحظى بتأييد غالبية الناخبين الجمهوريين.

ب – فشل الولايات المتحدة في فرض رؤيتها السياسية في منطقتنا، رغم وجودها العسكري المباشر واضطرارها إلى الانسحاب من العراق وفشل سيطرتها على أفغانستان في تحقيق أهدافها.

ج – توجّه الولايات المتحدة نحو مواجهة الصين ونقل مركز الثقل الجيواستراتيجي لسياستها الخارجية من الشرق الأوسط إلى المحيط الهادىء.

د – توتّر علاقة الولايات المتحدة مع عدد كبير من الدول، ومنها دول حليفة، إثر انسحاب الولايات المتحدة من عدد من الاتفاقات، أو الضغط لتغيير بنودها.

       

رغم تراجع نفوذ الولايات المتحدة في منطقتنا، إلا أن ذلك لا يعني أنها ستتساهل في الحفاظ على مصالحها الحيوية فيها، وأهمها: أمن الممرات المائية والسيطرة على الملاحة في البحر الأبيض المتوسط، والتحكم بمنابع النفط وأسعاره، واستمرار وجود الكيان الصهيوني وأمنه.

2 – الوجود الروسي على شواطىء البحر الأبيض المتوسط: لأوّل مرة في تاريخها، تتمكن روسيا من تعزيز وجودها العسكري في البحر الأبيض المتوسط، وهو الوجود الذي كان محظوراً عليها لقرون طويلة تخللتها أشكال متعددة من الصراعات والصدامات العسكرية مع أوروبا. الوجود الروسي على الشواطىء السورية يتجاوز مسألة سوريا، ويصب في خدمة الأهداف الجيواستراتيجية الروسية: مواجهة الدرع الصاروخي الأمريكي الذي يعزز انتشاره في دول شرق أوروبا، عدم السماح بحصار روسيا داخل منطقتها، تعزيز وجودها العسكري في المناطق المتاخمة لتركيا التي استخدمتها الولايات المتحدة كمنصة لصواريخ نووية أمريكية موجهة إلى روسيا في ما عرف بأزمة الصواريخ الكوبية، إبان فترة الرئيس جون كينيدي.

3 – ضبابية مستقبل الاتحاد الأوروبي: يواجه الاتحاد الأوروبي خطران داهمان:

أ – إدارة أمريكية تعلن صراحة عدم رغبتها في استمرار حلف الناتو - رغم تليين موقفها لاحقاً واشتراط أن ترفع الدول الأوروبية مساهمتها في تمويل الحلف – وتعلن أيضاً أنّه لا جدوى من استمرار وجود الاتحاد الأوروبي، وتحرّض على تفتيته. يضاف إلى ذلك تصويت بريطانيا وتفاوضها للخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست) والمظاهرات العنيفة في فرنسا بسبب ضعف الاقتصاد، ما ينعكس بشكل سلبي على واقع الاتحاد ومستقبله.

ب – وجود روسي عسكري في البحر الأبيض المتوسط، أي على تخوم الشواطىء الأوروبية، ما يمثل حالة من الهلع للعديد من الدول الأوروبية؛

        تعتبر دول الاتحاد الأوروبي أن الإدارتين السابقة والحالية في الولايات المتحدة هما اللتان سمحتا لروسيا بتعزيز حضورها برفض تدخلها العسكري المباشر في سوريا. كما تعتبر أن تركيا، التي تتحكم بالممرات المائية بين البحرين الأسود والمتوسط، مسؤولة عن السماح بمرور البوارج العسكرية الروسية. ومن هنا يمكن فهم الترحيب الأوروبي بمحاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي طيب رجب أردوغان.

وأشار الأستاذ أبو حيط إلى التغيّرات في منطقتنا وفق التالي:

1 – تشظي محور ما يسمى بالاعتدال العربي: رغم إعلان العداء السافر للجمهورية الإسلامية في إيران، وإدراج حركات المقاومة على لوائح إرهاب خليجية، والعمل على محاصرتها، إلا أن محور ما يسمّى بالاعتدال العربي، وعلى رأسه السعودية، انقسم على نفسه ودخل في صراعات داخلية: حصار قطر، الضغط على الأردن لقبول صفقة القرن، تهديد ولي العهد السعودي للكويت، العلاقات المأزومة وتنامي الشكوك بين الإمارات وسلطنة عمان، وضعف الدور المصري على المستوى العربي والإقليمي.

2 – صمود محور المقاومة وتحقيق انتصارات ميدانية: نجحت المقاومة في أن تصبح قوة ردع قوية وفعالة في وجه العدو الصهيوني، وباتت قوة يعمل لها حساب في موازين القوى الدولية بخصوص منطقتنا.

3 – أزمة الكيان الصهيوني في فلسطين: رغم أن العدو الصهيوني لا يزال يمتلك ترسانة عسكرية قوية ودعم أمريكي وازن يمكّنه من ارتكاب المجازر والتدمير، إلا أنّه يعاني من خلل بنيوي في ثلاثة قضايا رئيسية تشكل أعمدة وجوده واستمراره: عجز جيشه عن تحقيق إنجازات عسكرية، وتراجع مركزية الكيان في المشروع الغربي بعد الحضور العسكري المباشر الولايات المتحدة في المنطقة من جهة، وتغيير الثقل الجيواستراتيجي للسياسة الخارجية الأمريكية إلى المحيط الهادىء لمواجهة الصين من جهة ثانية، وعدم امتلاك الكيان لرؤية استراتيجية وسياسية لوجوده سوى الاحتلال.

تتجلّى أزمات الكيان الوجودية في عدم قدرته على فرض شروطه في صياغة مستقبل المنطقة (سوريا على سبيل المثال)، وفشله في حسم المعركة لصالحه ضد قوى المقاومة في لبنان أو فلسطين. يسعى العدو للاستعاضة عن ضعفه ببناء تحالفات مع بعض الدول العربية، الخليجية تحديداً، والسعي لإقامة حلف عسكري معها (الناتو العربي)، غير أن المعضلة في هذا التحالف أن كلا الطرفين (الصهيوني والعربي المتصهين) لا يملك قدرات عسكرية حاسمة، بل هو في الموقف الأضعف دون غطاء عسكري خارجي.

        سيكون للوجود الروسي في المنطقة دوراً أساسياً في رسم ملامح مستقبل المنطقة، على أنّه ينبغي أخذ الملاحظات التالية بعين الاعتبار:

أ – لا يطرح الروس أنفسهم كأعداء للولايات المتحدة في المنطقة، بل كشركاء.

ب – تتمتع روسيا بعلاقات ثنائية جيدة مع مختلف القوى المتصارعة في المنطقة، وتملك أوراق قوة وضغط كبيرة. ).  وعلى الرغم من الخلافات العميقة بين بعض هذه الأطراف (سوريا – تركيا مثلا) والوجودية بين بعضها الآخر (إيران وحزب الله من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى)، إلا أنّ كل منها تربطه بموسكو علاقات أساسية لا يمكنه التضحية بها بسهولة (النووي بالنسبة لإيران، التدخل العسكري بالنسبة لسوريا، مواجهة الأكراد بالنسبة لتركيا، المهاجرون الروس بالنسبة لإسرائيل) الأمر الذي يميّز الدور الروسي عن الدور الأمريكي، ويمكّن روسيا من ممارسة ضغط كبير على الأطراف كافّة (ومن موقع الحليف لا من موقع العدو).

ج – بعض الاتجاهات في الولايات المتحدة تريد مواجهة روسيا، ولكن اتجاهات أخرى تريد الشراكة معها في ما يتعلق بمستقبل المنطقة الممتدة من العراق، مروراً بمصر وحتى تركيا.

د – الرؤية الروسية للتسوية تدعم خيار حل الدولتين.

صفقة القرن:

        رغم الخطوات العملية الكبيرة التي اتخذتها إدارة ترامب: الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، وتغطية الاستيطان، والتشكيك بأعداد اللاجئين الفلسطينيين، وقطع التمويل عن وكالة الأونروا، وسط مساع أمريكية لفرض التوطين، والتراجع عن تأييد حل الدولتين؛ إلا أن تنفيذ هذا المخطط المعروف باسم "صفقة القرن" لا يزال يواجه عقبات كبيرة، أهمها: الرفض الصهيوني لبعض الطروحات المسربة التي تتضمنها الصفقة، الموقف الحرج لولي العهد السعودي، إثر جريمة مقتل خاشقجي، بصفته عراب الصفقة عربياً، رفض الأردن للصفقة ومندرجاتها، والأهم: الرفض الفلسطيني الشامل لها.

التحديات الداهمة:

1 – ستختلف التحديات باختلاف مصير كل من ترامب الذي يواجه صعوبات كبيرة في إدراته، ومصير محمد بن سلمان، وكيفية تعاطي القوى الدولية مع هذين التغيرين.

2 – الموقف الصهيوني: هل يقدم نتنياهو على استباق تلك التغيرات بالانقضاض على السلطة الفلسطينية ويعمد إلى إلغاء وجودها بغطاء سعودي؟!

3 – الدور الروسي: هل يملك الروس استراتيجية واضحة في التعاطي مع ملفات المنطقة تختلف عن الشراكة مع الأمريكي؟!

4 -  قوى المقاومة: نجحت عسكرياً في مواجهة التحديات، وهي مطالبة اليوم بتقديم رؤية استراتيجية وسياسية واضحة على مستوى المنطقة.

الإطار العام لاستشراف المستقبل هو: استمرار الصراعات الدولية في ظل فوضى دولية عارمة، وعدم وجود خطّة مستقلّة لدى الأطراف؛ كل طرف ينتظر الأطراف الأخرى لبناء خطته، مع التأكيد على أن قوى المقاومة باتت في موقف استراتيجي وميداني متقدم، وبات موقفها يعمل له حساب في القرارات الدولية بخصوص منطقتنا.

ومن أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ طالب الحسني:

كان هناك ضغوط على السعودية ولكن ليس هذا السبب بالذهاب الى مفاوضات ستوكهولم في السويد بل الفشل العسكري السعودي في اليمن.

عبد ربه منصور هادي هو مشروع منته.

ما يجري في ستوكهولم محاولة لفرض تسوية حول محافظة الحديدة.

هناك ذريعة سعودية بان هناك تهريب الى ميناء الحديدة، فتم طرح مراقبة اممية للميناء.

خلقت السعودية ازمة اقتصادية في 2017، وخلل في المنظومة الاقتصادية المالية لإضعاف حكومة صنعاء وضرب ما تحصل عليه، ما جعل إيرادات حكومة صنعاء بعد ضرب البنك المركزي ضعيفة.

تم استهداف البنك المركزي لأحداث انقلاب بالراي العام اليمني ضد حكومة صنعاء بقيادة الحوثيين.

المفاوضات جزء واحد تم منها وهو تبادل الاسرى وهذا ليس علاقة له بتبادل الثقة.

وجل ما أنجز هو تبادل الاسرى والذي سيتم  في 20 كانون الثاني جنوب اليمن برعاية الصليب الأحمر.

ومن أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ حسين يوسف:

الانتخابات النيابية التي حصلت في البحرين ليست هي مقياس نجاح او فشل.

اليوم هناك معركة الاستمرار وهي تحدي كبير ومعركة حقيقية والسلطة تقود معركة الغاء تام لشارع المعارضة، ومعركة الشرعية والتمثيل ويتفرع منها موضوع الانتخابات.

السلطة تعول على الشرعية الدولية وتزيد هذه المشروعية من خلال سلوكها باتجاه التطبيع.

هناك تحد اقتصادي في البحرين التي تتحول الى دولة ضرائبية، وكل شيء أصبح بانحدار، مثل الموضوع الصحي والتعليمي.

وتحدٍ آخر هو استيعاب المجنسين في البحرين وتأطيرهم في اطر تستفيد منها السلطة.

وهناك أيضًا  تحديات سياسية بين المعارضة والسلطة ومنها العزل السياسي. لاسيما ما خص موضوع التطبيع ما هو أفقه ودوافعه وادواته التي ستفعل، الموضوع واضح انه يشكل بالنسبة للحكومة رافعة. وتصريحات السلطة تشير الى اندفاع باتجاه إسرائيل ومشاريعها في المنطقة.

هناك تحد ثالث مرتبط بمشاريع السلطة منها اضطهاد المواطنين، وهذا الموضوع مرتبط بالوضع القادم.

نحن اليوم امام حلف ثلاثي بين السعودي والامارات والبحرين، والبحرين محتاجة اليهما اقتصاديا، وأحيانا تكون وسيطة وأحيانا تدخل كراس حربة كما حصل بموضوع عزل قطر.

هناك المزيد من الهيمنة الأميركية والنفوذ الأمريكي على دول الخليج بسبب المشاكل القائمة، وهذا ما سيؤدي الى المزيد من الارتماء في الحضن الأميركي، وموضوع التطبيع سيتوسع في الأيام القادمة نتيجة الضعف، دول الخليج ستتحول الى راس حربة في المشروع الأميركي الصهيوني.

المعارضة التاريخية السياسية ستبقى على خيار العمل السلمي، وتعتقد بان هذا الموضوع لا يقلبه او يغيره التوازنات الداخلية.

ومن أبرز ما جاء في مداخلة د.بسام أبو عبد الله:

كيف يمكن ان نحسن السمعة التي لوثها الاعلام الغربي في ضوء ما يجري من تطورات، السمعة المرتبطة بسوريا دوليا وبإيران وبمحور المقاومة بشكل عام وهذا يحتاج الى جهد كبير وواسع.

في ما يتعلق بعام 2018، فسوريا تجاوزت مرحلة صعبة جداً واليوم هي بوضع أكثر استقرار على الاقل الجغرافيا التي تسيطر عليها الدولة السورية وبقي لسوريا ملفين اساسين وهما ملف ادلب وشمال شرق الفرات. وخصومنا يضغطون في ثلاثة اتجاهات:

الاتجاه الأول (الولايات المتحدة ومن يقف خلفها) هو الذي يرتبط بملف اللجنة الدستورية وتحاول اميركا من خلاله فرط تعاطي عملائها داخل اللجنة الدستورية لمحاولة الوصول الى ما يمكن ان نسميه خرق داخل الدستور السوري، يزرع مفخخات في مستقبل سوريا، وهذا الامر لن نسمح به.

النقطة الثانية استغلال ملف الوجود في شمال شرق الفرات لأكثر من هدف، موضوع الحدود السورية العراقية، وتواصل محور المقاومة بين بغداد-دمشق-طهران، موضوع حرمان سوريا من ثرواتها شمال شرق الفرات من النفط والغز والمياه والقمح بهدف عدم زيادة موارد الدولة السورية من اجل إعادة الاعمار.

والنقطة الثالثة مشروع انفصالي يتورط به مجموعة من السوريين الاكراد وقوى أخرى بهدف خلق واقع جغرافي تستطيع من خلاله اميركا ان تفاوض بشكل اقوى وان تحاول فرض شروطها السياسية.

سوريا وحلفائها أكثر ارتياحا في العام المقبل.

على صعيد ادلب يتابع الجميع موضوع اتفاق سوتشي لكن أرى ان الامر سيذهب باتجاه عمل عسكري قد يكون تدريجي، لان التأخر في ادلب وهي لظروف ترتبط بروسيا بالظرف الدولي وبأكثر من محور.

الواقع داخل ادلب يتطور بسرعة، الواقع الشعبي يتغير والمزاج الشعبي العام في سوريا تغير لمصلحة الدولة السورية، وبالتالي البيئة الداخلية أصبحت مهيئة لتحرير ادلب.

نحن امام خصوم لديهم اشكالاتهم الداخلية وهذه كلها مع ارتدادات الحروب في المنطقة وصمود سوريا ومحور المقاومة وصمود اليمنيين، كل ذلك يعتبر تطورات مهمة ولكن في نفس الوقت هناك ابعاد اقتصادية واجتماعية يجب ان ننتبه اليها داخل إيران وداخل سوريا وفي لبنان وهذه الابعاد قد تشكل بيئة ليست مريحة بالنسبة لعمل محور المقاومة وهو ما يجب ان نركز عليه، وما يمنعننا الكثير من الظروف او يؤخروننا به او يتركوننا نغرق في تفاصيل اقتصادية واجتماعية، لذلك يجب ان تكون محور تركيز اعلامي في المرحلة المقبلة.

وما خص لأحداث والمظاهرات التي تشهدها فرنسا قال د. أبو عبد الله: إن تلك الأحداث تدفعنا جميعاً للبدء بإعمال الخيال الذي لا ينفصم عن الواقع كثيراً، ولكنه ينطلق من الصور التي تتدفق إلينا في كل يوم من ساحات باريس، ومن الطريقة التي تعاطت بها حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو شخصياً، مع مطالب شعبية ترتبط بارتفاع الضرائب، وزيادة الأسعار، وتغيرات جذرية في الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية التي اعتاد الفرنسيون مكاسبها تاريخياً، ويريد ماكرون الآن نسفها باتجاه سياسات أكثر ليبرالية، وأكثر خدمة للشركات الكبرى ولأصحاب الرأسمال الكبير على حساب الطبقات المتوسطة والفقيرة بغض النظر عن الاتجاهات التحليلية التي ذهبت في أكثر من اتجاه لحقيقة تفجر الأحداث في فرنسا ما بين الحديث عن أسباب اقتصادية اجتماعية وما بين «نظرية المؤامرة»، وأن ما يجري مخطط له، ويرتبط بعملية تفكيك الاتحاد الأوروبي كقوة اقتصادية عالمية بدأت تفكر بإنشاء قوة عسكرية مستقلة عن الهيمنة الأميركية، وحلف الناتو بسبب عملية الابتزاز العلني التي مارسها الرئيس الأميركي ترامب لدول أوروبا اقتصادياً وعسكرياً.

ثالثاً: التوصيات:

وفي ضوء النقاشات التي دارت خرج المشاركون إلى بعض المقترحات والتوصيات المتعلقة بالخطاب الإعلامية:

1 – التركيز على رؤية الأمور من منظور دولي واسع، ومدى تأثير الصراعات الدولية على منطقتنا، في إطار أن الصراعات الداخلية هي انعكاس للصراعات الدولية.

2 – التركيز على مركزية قضية فلسطين بصفتها المؤشر الأساس للصراع.

3 – مواجهة محاولات تحول الصراع إلى صراع داخلي أو بيني أو طائفي أو مذهبي.

4 – فضح كل أشكال التطبيع وتبيان خطورته على مستقبل أمتنا.

5 – التركيز على أهمية المقاومة والوحدة العربية والإسلامية.

6ـ التركيز على القصص الناجحة لصمود محور المقاومة بشكل عام.

7ـ التركيز على كيفية التعاطي مع ملف فرنسا وملف التطورات الاوروبية التي يجب ان نركز عليها لان لها ارتباطات بملفات المنطقة.

8ـ  استثمار الاضطرابات التي يواجهها خصومنا والتحولات التي يشهدها العالم من اجل تعزيز وجودنا على صعيد المنطقة.

9ـ إنتاج رؤى جديدة يجب ان تكون سياسية اقتصادية اجتماعية يحملها الاعلام ليقدمها للراي العام بشكل عام.

10ـ الدعوة إلى لقاء لترشيد الرفض الشعبي للتطبيع مع العدو الصهيوني.