• اخر تحديث : 2024-05-10 13:04
news-details
ندوات وحلقات نقاش

البحرين واليمن في ضوء التطورات السعودية والمواقف الأميركية.


بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ظهر في الأفق تطور جلي في الموقف الأميركي والدولي ما خص الحرب السعودية الأميركية ضد اليمن؛ وذلك في ضوء تصريح وزير الخارجية مايك بومبيو حول ما أسماه "وقف الأعمال القتالية في اليمن"، داعيًا التحالف السعودي الإماراتي الى وقف ضرباته الجوية في المناطق المأهولة بالسكان في اليمن؛ فيما شدد وزير الدفاع جيمس ماتيس على ضرورة وقف الأطراف المتنازعة إطلاق النار في اليمن، والجلوس إلى طاولة المفاوضات في غضون ثلاثين يومًا.

وفي الوقت نفسه تشهد البحرين في الرابع والعشرين من تشرين الثاني الحالي انتخابات برلمانية أجمع المراقبون على أنها وسيلة تراهن السلطة الحاكمة في البحرين عليها من أجل تحسين صورتها داخل البحرين وخارجه.

من هنا ارتسمت التساؤلات حول إمكانية أن يحمل التغيير في السعودية والمواقف الأميركية من انعكاس إيجابي لجهة احتمال أن تحمل الإنتخابات البرلمانية البحرينية تغييرًا على مستوى تعاطي النظام مع المعارضة طالما أنه سائر في السياق نفسه من جهة، وتغييرًا في أفق وقف الحرب ضد اليمن من جهة ثانية؛ وهو ما تناوله المشاركون في حلقة نقاش نظمتها الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين وفق المحاور الآتية:

أولًا: أفق الانتخابات في البحرين، وأي تغيير ستحمل:

 1ـ الفائدة من إجراء الانتخابات البرلمانية (24\11\2018) طالما أن النظام ماضٍ في السياق نفسه من التعاطي مع المعارضة.

 2ـ إمكانية أن تُسهم التطورات السعودية (بلحاظ الدور السعودي في البحرين) في حمل النظام البحريني على إجراء مراجعة شاملة للأحداث، وإعادة النظر في الاستراتيجيات المتبعة.

ثانيًا: أفق وقف الحرب ضد اليمن في ضوء:

1ـ طرح وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس خارطة الطريق الاميركية لوقف الحرب.

2ـ الكلام عن سعي سعودي اميركي ـ غربي لوقف الحرب.

المشاركون

#

الاسم

الصفة

 

1

د. حسن سلمان

رئيس الرابطة

 

2

د. نسيب حطيط

باحث وكاتب سياسي

 

3

د. جمال وكيم

أستاذ في الجامعة اللبنانية

 

4

الأستاذ سركيس أبو زيد

صحافي وباحث سياسي

 

5

الأستاذ حميد رزق

اعلامي يمني

 

6

الأستاذ علي الزهري

اعلامي يمني

 

7

الأستاذ طالب الحسني

كاتب يمني

 

8

الأستاذ حسين يوسف

اعلامي بحريني

 

9

الأستاذ جواد عبد الوهاب

كاتب بحريني

 

 

 

وقائع الجلسة:

بداية قدم رئيس الرابطة د. حسن سلمان مداخلة أشار فيها إلى الانتخابات النصفية الاميركية وانعكاساتها حيث حصل الديمقراطيين على مجلس النواب والجمهوريين على مجلس الشيوخ وهذا مؤشر على تدني شعبية دونالد ترامب في مجلس النواب، ما سيحد من اندفاعته السياسية.

ومن أبرز ما جاء في مداخلته من نقاط:

  • حكامنا وحكام الخليج ليسوا أصحاب قرار حقيقي سيادي، لكن لديهم هامش فقط.
  • سيسجل النظام البحريني نقطة في موضوع الانتخابات حتى على من يقاطع، والمعارضة البحرينية ليست في موقع قوة في مواجهة هذا العمل.
  • هناك أزمة في النظام الدولي، وفي كثير من الأحيان نرى حروبًا تُشن وقرارات صارمة تؤخذ باسم الشرعية الدولية ضد العراق وسوريا ولبنان وإيران؛ فضلًا عن أن خروج أميركا من الإتفاق النووي هو خروج من قرارات مجلس الأمن.

في موضوع اليمن، قال: أعتقد أن الحرب في اليمن ليست حربًا سعودية بمعنى القرار السعودي، إنما هي حرب تحركها اميركا واسرائيل. وإذا كان هناك قرار فعليًا بإيقاف الحرب ضد اليمن، وتتبناه اميركا على قاعدة وضع كل الموبقات برأس السعودية، لكن وفق اي رؤية سياسية؟ وإذا كانت الرؤية السياسية هو تقسيم اليمن ونزع السلاح فالسعودية ستكون راضية، لكن السؤال هو: كم يستطيع المحور المقاوم الصمود؟

  • في موضوع فوز الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي توقع د.سلمان أن هذا الفوز سيؤثر كثيراً على السياسة الخارجية الاميركية. وقال: المؤشرات تدل على أن التجديد لترامب ليست قطعية، وبالتالي سوف تتبلور خلال الأيام المقبلة النية الأميركية في الحل خاصة في الملف اليمني.

وفي موضوع تحالفات الكيان الصهيوني مع الدول العربية تساءل د. سلمان: ضد من هذا التحالف؟ وهل تريد اسرائيل تفعيل تحالف أم أنها تريد نسج هذه العلاقات للتمهيد لمرحلة أخرى؟ وقال : لا اعتقد أن هناك دول عربية تصلح لان تكون حليفة لإسرائيل ضد محور المقاومة في المعنى العسكري.

بعد ذلك قدّم د. نسيب حطيط  مداخلته، ومن أبرز ما ورد فيها:

  • النظام البحريني لديه ثلاث أهداف من إجراء الإنتخابات البرلمانية:

1ـ الهدف الأول هو الإيحاء بأن الدورة السياسية والتشريعية لم تتأثر بما يسمى الثورة من وجهة نظره، فقد أنجز الانتخابات من عام 2002 الى عام 2018، يعني بشكل دوري كل اربع سنوات وكأن شيئا لم يكن.

2ـ  المسألة الثانية تثبيت الخلل في التمثيل الشعبي مهد لها النظام أولًا من خلال تشديد الحكم على الشيخ علي سلمان لأمرين: للترهيب قبل الإنتخابات، وثانيًا تأمين ورقة في يد السعودية للمقايضات المقبلة في التسوية السياسية.

3ـ الهدف الثالث حشر المعارضة من خلال معضلة الإجابة عن ما إذا كانت مقاطعة الإنتخابات تجدي لصالح المعارضة، أم أنها يجب ان تخوض الإنتخابات ولو بتمثيل بسيط؛ وبالتالي اثارة عاصفة داخل المعارضة لتفكيك الموقف الموحد.

وقال د.حطيط: إن النظام يريد تأمين مجلس تمثيلي من صناعته بهدف تغطية كل القرارات من التجنيس السياسي إلى التجنيس الطائفي.

ولاحظ أن المعارضة البحرينية لاتزال تدور، أو أنها تريد الإيحاء بأن المشكلة في البحرين هي مشكلة داخلية فقط؛ لكن في الحقيقية هي ليست مشكلة داخلية، فقط جزء أساسي داخلي، ولكن الداخلي هو صراع في الإقليم والمعطى الدولي؛ وبالتالي هذا أمر غير صحيح. وأشار إلى النقاط الآتية:

  • التسوية في المنطقة لم تعد تختص بسوريا ولبنان والعراق، بل التسوية بالجملة وليس المفرق.
  • السعودية بحاجة الى البحرين أكثر بعد قضية جمال خاشقجي، والخلل الداخلي، وهزيمتها في اليمن، والشروط التركية المستجدة بأن تتخلى السعودية عن كل أوراقها في سوريا كمعارضة، وأن تصبح كل المعارضات في العالم العربي لتركيا، فلم يتبق للسعودية إلا البحرين، والحرب في اليمن والمسألة الداخلية؛ لذلك فإن تشديد الحكم على الشيخ علي سلمان هو تكبير الثمن الذي تفترض السعودية أنها قادرة على المقايضة به.
  • أي نجاح للشيعة في البحرين سينعكس عبر حبل السرة على الشيعة في المناطق الشرقية السعودية؛ وبالتالي تسعى السعودية على شن حرب وقائية في البحرين قبل أن تصل شرارة النجاح تلك؛ وهذا ما تؤجله السعودية لأن العائلة الحاكمة لا تستطيع تحمله في ظل الصراع الذي تعيشه، وهي ليست جاهزة لحقيقة أن يربح أحد حولها في البحرين واليمن.
  • لا يجب التعاطي مع حاكم البحرين كملك، بل هو الناطور الملك، وقائم بالأعمال، وينفذ الأوامر مع هامش معين، وبالتالي ما يجري في البحرين ليس قرارا داخلياً؛ بل هناك قرار مستقل مركب.
  • ما قاله وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزارة الدفاع الأميركية والعالم الغربي بشأن اليمن مؤشر على استعمال المأساة اليمنية لحصار السعودية؛ وبالتالي تم استخدام ملف اليمن للضغط على السعودية.
  • وقف حرب اليمن ليست مكرمة ملكية ولا أميركية؛ بل هي حاجة لأن المعطيات وفق الأميركيين بأن الحرب ضد اليمن ـ منذ فشل الهجوم على الحديدة ـ أخذت منعطفًا أساسيًا في الحرب.
  • إطالة الحرب في اليمن هي لصالح أنصار الله، لأنه كلما طالت الأزمة توسعت التجربة والتنظيم، وأصبح هناك تثبيت للواقع، وهو ليس من مصلحة الأميركي، فالإنتصار العسكري شبه مستحي،ل واطالة الحرب في اليمن هي في مصلحة أنصار الله.

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة د. جمال وكيم:

  • حرب اليمن ليست حربًا سعودية، والرصيد الاساسي الذي جعل اميركا تفضل محمد بن سلمان على باقي الأمراء هو استعداده القيام بما لا يمكن لغيره القيام به.
  • يجب قراءة انتخابات البحرين والمواقف الأميركية بشأن الحرب ضد اليمن، والعلاقات العربية الإسرائيلية التي تُعلن هنا وهناك على قاعدة أن المشروع الصهيوني في المنطقة ليس مشروعًا لذاته، بل امتداد لأميركا في المنطقة، وبالتالي يجب أن نرى ما يريده الأميركي لجهة منع توحد اوراسيا وحصار قلب اوراسيا روسيا والصين ومعهم إيران، ومنع الصين وروسيا من الاطلالة المريحة على الطرق البحرية؛ فقد باتت المنطقة أخر منطقة تطل منها أوراسيا الى الطرق البحرية.
  • لا حل سياسي للازمة اليمنية في الوقت القريب، يمكن ـ وبنتيجة أخطاء محمد بن سلمان، ونتائج الإنتخابات النصفية في اميركا ـ توقع تخفيف وطأة البعد الإنساني في اليمن، لكن في الوقت نفسه سنشهد تصعيدًا أميركيًا في كل المنطقة في الأشهر القليلة المقبلة، ويحاول ترامب الضغط ليصل من خلالها بالضغط وليس عبر الحلول السياسية.
  • مشروع فدرلة اليمن لا يزال ثابتًا.
  • اميركا تريد ان تعطي الامارات موقع الوكيل البحري في منطقة الغرب الهندي.
  • الناتو العربي لا حاجة له في البعد العسكري، والهدف من هذا الحلف مثل الهدف من حلف بغداد اعادة تشكيل المنطقة بما يضمن للولايات المتحدة بالاكلاف الممكنة، وشرطها تصفية القضية الفلسطينة، وتصفية محور المقاومة لتمرير الصفقة الكبرى، ومصيره سيكون كمصير حلف بغداد.

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة الأستاذ سركيس أبو زيد:

  • الضجة الإعلامية التي حصلت مع خاشقجي مضخمة وسابقة.
  • هناك أزمة بنيوية في النظام العالمي الذي يجنح أكثر لليمين، والنظام الرأسمالي أصبح أكثر توحشًا.
  • هناك محاولة لبناء نظام سعودي جديد، ومن هنا اتى محمد بن سلمان، ولبناء هذا النظام تم توريط بن سلمان في عدد من المشاكل مثل اليمن وخاشقجي.
  • صفقة القرن هي اعلان تحالف علني بين بعض العرب واسرائيل.
  • لو لم يكن البحرين ضعيفاً لما كان قادراً على التطبيع مع إسرائيل.
  • اضعاف العالم العربي الهدف منه تمرير صفقة القرن.
  • لا يمكن الفصل في هذا العصر بين الاعلام وما يجري في السياسة.
  • النظام الاميركي مأزوم وأصبح لبعض الاطراف المجال لتفعل ما تشاء.

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة الأستاذ حسين يوسف:

  • الحكومة البحرينية لديها مشروع تريد انجاحه والإستمرار بسياسة المخاتلة.
  • ليس هناك محاولة لشراء المعارضين الحقيقين بل هناك عزل سياسي.
  • تم شطب أكثر من 80 ألف صوت من اللوائح الانتخابية وهذا الموضوع يشمل كل أطراف المعارضة.
  • هناك طفرة كبيرة في الكتلة الناخبة وهذا مرده لمشروع التجنيس.
  • الحكومة شطبت أسماء المقاطعين للانتخابات، وفي الدوائر التي لا يوجد فيها عدد كبير من المقاطعين تحاول السلطة انجاح المرشحين بالتزكية وهذا يحسب مئة بالمئة، وتركز على المجنسين.
  • مشاركة المعارضة في الانتخابات مرتبط بوجود مشروع متكامل، وقدرة البرلمان على المراقبة والتشريع.
  • نعتبر أنفسنا اننا انتصرنا على البريطانيين في موضوع العزلة الدولية.
  • دخولنا الى البرلمان بمثابة تخلٍ عن جزئيات معينة لها علاقة بالفكرة السياسية وتمثيلنا الشعبي؛ ونريد أن نقول بأنه لدينا مشروع سياسي ونريد التفاوض حوله.
  • الإنتخابات ستكون ورقة في يد النظام لتقديمها إلى داعميها الغربيين والخليجين، ولا تشكل أي ضغط ـ لا سلبًا ولا ايجابًا ـ على التفاوض بين السلطة والمعارضة.
  • البحرين هي مكان للتنفيس وليس لمشروع سياسي، وبالتالي أي حدث يطرأ في محيط السعودية سنجد آثاره في البحرين.

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة الاستاذ علي الزهري:

  • لا بد أن نعود قليلا إلى الوراء لنرى الهدف الفعلي من الحرب ضد اليمن التي جاءت لفرض التقسيم عسكريا. وهذا المشروع تمت مقاومته من جميع الأحرار في اليمن.
  • بدأت تداعيات الحرب الإنسانية تفرض نفسها على الأميركي والسعودي، وما التحرك الاميركي اليوم لأنهاء الحرب سوى محاولة لفرض حل سياسي قائم على تقسيم اليمن. يعني ما فشلوا في فرضه على اليمنيين بالحرب يريدون تحقيقه من خلال المفاوضات.
  • مهلة الـ 30 يوم التي أعطاها ماتيس هي للمرتزقة لإحداث تغير في الواقع على الارض.
  • خيار اليمنيين هو المقاومة ودحر هذا المشروع.

          ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة الأستاذ طالب الحسني:

  • يبدو الحل السياسي في اليمن معقدًا لأن الأزمة اليمنية ليست أزمة سياسية فقط، والحل السياسي الشامل ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الحل السياسي، والحل العسكري والأمني (أكثر الملفات تعقيداً)، والحل الإنساني (ممكن معالجته)؛ لكن الحل العسكري هو الأخطر لأن اليمن لم يعد كما كان سابقصا، فهناك طرف منتصر، وقد تغيرت الخارطة السياسية والعسكرية بشكل كامل؛ والخارطة السياسية الجديدة في اليمن مؤثرة على المحيط وعلى مجلس التعاون الخليجي؛ وما كانت تخشاه السعودية سابقا أصبح واقعا مفروض عليها فرض. وبالتالي هناك صعوبة في معالجة الحل العسكري لدرجة معقدة جدًا لا يمكن الإتفاق عليها.
  • إن القوى الوطنية لا يمكن أن تقبل بأي حل يحقق الأهداف السعودية- الأميركية في اليمن بعد كل هذا الصمود والإنتصار.

وأشار الأستاذ الحسني إلى بعض جوانب التغير في الخارطة السياسية في اليمن، من قبيل:

ـ إن حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء تحكم ما يقارب 22 مليونًا، أي تحكم النسبة الأكبر من عدد سكان اليمن، وتحكم قرابة 14 محافظة، وأجزاء من المحافظات الأخرى.

  • كل الأوعية التي كانت تعتبر أوعية سعودية في اليمن لم تعد موجودة لأن مراكز القوة التي كانت موجودة وتحكم عبرها السعودية لم تعد موجودة، وهناك تشكيلة سياسية مختلفة كلياً عن السابق.
  • نفوذ السعودية كان متواجدًا في اليمن بفعل مراكز نفوذ قبلية، وعسكرية، وسياسية، واجتماعية، و شكل السعوديون أيضًا خلال ال 50 سنة الماضية حاضنة سلفية وهابية، لكن سرعان ما ذابت هذه الحاضنة في الفترة الأخيرة وعاد اليمن يتشكل دينيًا مذهبيًا مثلما كان سابقاً.
  • تبدو اليمن اليوم خارطة سياسية جديدة تماما وبهويتها القديمة، حيث للقبائل دور كبير في صناعة القرار، لان عزل القبائل كان خطأ تاريخيًا.
  • اليمن حُكمت لعقود طويلة بأركان أساسية هي: القبائل، والهاشميين والقضاة، واليوم يعود الحديث عن هذه التشكيلة نفسها بقوة، وهذه الركائز وطنية بامتياز، وغالبًا ما تكون بعيدة عن التدخلات الأجنبية، ونزيهة ونظيفة جدًا.
  • الأحزاب اليمنية كانت خدعة كبيرة في اليمن لأنها أدخلت البلاد في متاهة غير حقيقية، يعني الأحزاب المدنية كانت على الدوام عميلة ومستهلكة للمال اليمني.

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة الأستاذ حميد رزق:

  • طبيعة الحرب على اليمن هي صراع صفري، يعني لا مجال للتعادل، ففي الحرب إما غالب أو مغلوب؛ ولا تريد السعودية أي وجود قوي لأنصار الله في صعدة ؛ فما بالك من السيطرة على اقليم في اليمن؟
  • الحرب على اليمن له علاقة بالصراع بين محور المقاومة واميركا، وطالما السعودية قوية ومتماسكة ولم يحصل أي تغير داخلها فإن نزيف اليمن سيستمر.
  • الحرب  وفق المعطيات الموجودة وصلت إلى مرحلة الشيخوخة، والأميركي أعطى الإمارات والسعودية مهلة الـ 30 يوم، وهذا يتعلق ايضًا بالإنتخابات الأميركية النصفية.
  • الورقة الانسانية باتت عامل ضغط دوليًا.
  • أصبح السعوديون في مأزق حقيقي، وهم يبحثون عن عملية سياسية تحصر أنصار الله في اقليم، وقبول أنصار الله يعني أن بقية الاقاليم تصفوا للسعودية والامارات واميركا، وهكذا ندخل في تقسيم اليمن، ويتم محاصرة "الخطر" الحوثي في اقليم. ويتم التعامل معه في شكل منفرد.
  • استبعد إعلان وقف إطلاق النار، وواحد من أهدافهم هو عدم ترك حركة أنصار الله تتنفس لأنها ستزداد قوة، ولذلك لا يريدون وقف الحرب.
  • جولة المفاوضات كونها محكومة سعوديًا واماراتيًا واميركيًا ستكون فاشلة.
  • بات في أيدي أنصار الله وحلفائهم  أوراق قوة، وفشل السعودية المتواصل سيكون له تداعيات في الداخل السعودي والاقليم.

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة الأستاذ جواد عبد الوهاب:

  • ما يعانيه البحرين من أزمات سياسية واقتصادية متصلة ومتلاحقة، وبشكل متصاعد هو نتيجة حتمية لواقع تعيشه تلك الدولة نتيجة اعتماد النظام في تحالفاته المحلية منها والإقليمية على كل ما يتوافق مع الهيمنة الأميركية، حيث أصبح النظام في حالة ارتهان وتبعية للعالم الغربي بشكل عام، وللهيمنة السعودية بشكل خاص.
  • أصبح من المؤكد بأن أوضاع النظام الداخلية هي التي تقرر اتجاهاته وخياراته، فإما الصدام مع الإملاءات والضغوط الخارجية على قاعدة التصالح مع القوى السياسية والإجتماعية داخل الدولة، وإما الإندفاع والغوص أكثر في إطار التبعية والوصاية على قاعدة حماية العروش من الثورات الداخلية، وما قد يطرأ عليه أيضًا من مهددات خارجية. وهذا ما تعيشه معظم الدول العربية في ظل ما يستجد من تناقضات كتلك التي طرأت مع بداية ما اصطلح على تعريفه بثورات الربيع العربي.
  • ن وقوف النظام في وجه الإصلاح السياسي والتحول نحو الديمقراطية في ظل ما تعانيه المنطقة من أزمات، قد يجعل المشهد أكثر قتامة وسوداوية، في حين أن هذا المشهد يتطلب أن يكون أكثر وضوحًا، ليس بفعل ما تمتلكه الدولة من مقومات الإستقرار فقط، إنما من أجل الحاجة إليها في حل الأزمات المتصاعدة بالمنطق ، خاصة الأزمة الأخيرة المتمثلة في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، وبطريقة وحشية شوهت سمعة السعودية حامي النظام الخليفي الأول، وما خلفته تلك الجريمة النكراء من تداعيات على المستوى الدولي بعد أن حولتها تركيا إلى قضية رأي عام دولي.

وتساءل الأستاذ عبدالوهاب: هل تتمكن هذه الحادثة من تشكيل اختراق ما في جدار الأزمة البحرينية؟ وهل النظام في البحرين مستعد للتحرر من خيار التبعية للسعودية فيُقدم على مصالحة تاريخية مع شعبه؟

وفي معرض الإجابة على ذلك قال: إن استنباط اتجاهات النظام وسياساته توصل إلى نتيجة واحدة هي أن النظام لم يحفظ خط الرجعة، وذلك بسبب ارتهانه بالكامل للخارج الاقليمي والدولي. فالإقليم تتحكم به السعودية التي تمنع الديمقراطية والتغيير، أما المستوى الدولي فمصالح الدول الكبرى تقف سدًا منيعًا أمام أي تقدم على المستوى الديمقراطي، ولو بهوامشه المتدنية. 

ولفت إلى أن النظام البحريني حاصر نفسه بالأزمات في الداخل والخارج. فعلى مستوى الداخل قام بقطع كل وشائج الاتصال بالمجتمع البحراني من خلال اختياره للخيار الأمني للتعاطي مع مطالب شعبه العادلة والمشروعة فتفنن في ممارسة الانتهاكات بشكل فظيع، وزج برموز المجتمع في السجون، وأقدم على حل الجمعيات السياسية منهيا بذلك العمل السياسي، ولم يكتف بذلك بل قام بقطع العلاقة مع الزعيم الروحي اية الله الشيخ عيسى قاسم الذي يعتقد الجميع أنه يمسك بخيوط اللعبة في البحرين.

أما على صعيد الخارج فقد عمق الأزمة مع الجمهورية الاسلامية التي من شأنها القيام بدور فعال في حل الأزمة السياسية لو أُتيح لها ذلك، واتجه اتجاهًا خطيرًا في تعبيد الطرق التي توصله إلى إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، وكذلك ذهب بعيدًا في تعميق أزمته مع جارته قطر في محاولة منه لإثبات ولائه التام للشقيقة الكبرى العربية السعودية ولو كان ذلك على حساب المصالح الوطنية والقومية، وحتى لو أدى هذا الخضوع إلى تهديد مظاهر السيادة الوطنية، ما يعمق حالة الميل نحو التبعية والاستسلام للسعودية والإرتهان المطلق لها.

ومن النقاط التي وردت في مداخلىة عبدالوهاب أيضًا:

أمور كثيرة تقف عائقًا أمام اقدام النظام على تغيير سياساته وخياراته، ليس فقط نتيجة انعكاسات سياساته التدميرية في الداخل، ولا الجريمة الكبرى التي ارتكبها النظام السعودي بقتله لجمال خاشقجي، إنما نتيجة معالم التوجهات الامريكية في المنطقة على ضوء ما توضح من من نهج ترامب حول الإستراتيجيات الامنية والسياسية للولايات المتحدة الامريكية ايضا.

  • المؤشرات تؤشر على أن السلطة ماضية في نهجها المعهود القائم على الإستمرار في الخيار الأمني، وإفساد الممارسة السياسية من خلال حل الجمعيات السياسية وانهاء العمل السياسي وتشجيع التمرّدات داخلها، والإصرار على التمسك بمشروع الإقصاء والتفرد بالسلطة، وايهام العالم بأن البحرين لا تشهد أزمة سياسية من خلال الإصرار على اجراء الانتخابات وسط مقاطعة الأغلبية الشعبية والسياسية لها.
  • ما جرى ويجري منذ تفجر أزمة مقتل خاشقجي يصب في خانة الإعتقاد القائل بعدم تراجع السلطة عن ممارساتها السابقة المنافية للأعراف السياسية السليمة، بل الإنغماس أكثر في السياسات الفاشلة التي انتهجتها منذ تفجر ثورة الرابع عشر من فبراير عام 2011.
  • الإجراء الظالم بحق أكبر زعيم اصلاحي في البحرين الشيخ علي سلمان يؤكد أن النظام البحريني ماض في سد الأبواب أمام انتاج حل للازمة السياسية، وأن أي حدث مهما كان فظيعًا ومؤثرًا على النظام السعودي لن يغير من عقلية النظام الإستبدادية، وما دام هذا النظام مغطى من قبل دول الاستكبار العالمي التي توفر له الدعم العسكري والامني والغطاء السياسي لإجراءاته المتناقضة مع قيم الديمقراطية وحقوق الانسان.

الملخص والتوصيات

 أولًاـ الملخص:

في ضوء النقاشات التي قدمها المشاركون، يمكن تلخيص أبرز ما ورد وفق الآتي:

  1. في ما خص الانتخابات البحرينية:

1ـ إن الإنتخابات هي انتخابات شكلية لا تلبي طموحات شعب البحرين ومعارضته، والنظام البحريني يريدها مجرد ورقة إعلامية يقدم فيها الظاهر والشكل الخارجي فقط من أجل تحسين صورته أمام الرأي العام الغربي من جهة، ومن جهة ثانية إبعاد المعارضة؛ يعني هي ـ أي الإنتخابات ـ مجرد نوع أو إجراء إضافي من القمع السياسي يمارسه النظام بفرض انتخابات لا ترى فيها المعارضة أي جدوى، أو نفقًا يساعد على تحريك المطالب التي قامت من أجلها ثورة البحرين.

2ـ إن أي تطور سعودي لا يشكل أي ضغط ايجابي يحمل النظام على التفاوض مع المعارضة لإدخال الإصلاحات التي تطالب بها طالما أن النظام السعودي لم يحدث فيه تغيير دراماتيكي حقيقي.

  1. - في ما خص الحرب ضد اليمن:

         1ـ إن الجانب الإنساني، وإنغلاق أفق الحل أو الحسم العسكري فرضا على الأميركي والغربي عمومًا وعلى السعودي طرح الحل السياسي القائم على شروط توفر تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب، وهو تقسيم اليمن والتهرب من تحمل مسؤولية جرائم الحرب التي ارتكبها الأميركي والتحالف السعودي الإماراتي.

         2ـ المطروح بحسب المواقف الأميركية والمنسجمة مع الطروحات السابقة هو تقسيم اليمن  ونزع سلاح حركة أنصار الحل واللجان الثورية والجيش، وهذا غير قابل للتحقيق؛ ذلك أن حركة أنصار الله ترفضه ولا تقبل به القوى الوطنية بعد كل هذا الصمود والانتصار.

ثانيًا: في التوصيات

قدم المشاركون مجموعة من التوصيات العملانية والموقفية لتداولها والتركيز عليها في الخطاب الإعلامي، وأهمها:

1ـ في موضوع الحرب ضد اليمن:

  • تنظيم حملات اعلامية لنصرة اليمن، وعدم التشكيك بالموقف الغربي بل الاستفادة من هذه اليقظة الظرفية.
  • تعميم الاعتصامات من اليمنيين ومشاركة ابناء الجاليات في العالم.
  • تخصيص ايام اعلامية في فضائيات ووسائل اعلام المقاومة بشكل مكثف لنصرة اليمن.

- القيام بحملات تبرع لأطفال اليمن من مواد طبية وغذائية.

  • عدم التفاؤل الكبير بالتصريحات الأميركية حول وقف الحرب على اليمن لأن كل المعطيات الحالية على الأرض تقول غير ذلك.
  • تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية للشعب اليمني وسياسة تجويعه، وإبراز وحشية العدوان ومجازره وانتهاكاته للقوانين والأعراف الدولية.
  • تسليط الضوء على صمود الشعب اليمني.
  •  إبراز انجازات الجيش واللجان الشعبية في جبهات قتالية.
  • التذكير أن اليمن لم يعتد على أحد وأنه في موقف المدافع عن النفس.
  • كشف الأطماع السعودية وأبرزها محاولة مد انبوب نفطي عن طريق محافظة المهرة.

2ـ في الملف البحريني:

-وجوب التحرك الاعلامي حول التزوير الممنهج من شطب اسماء يحق لهم الانتخاب واضافة اسماء من المجنسين الطارئين.

-تحرك المعارضة في الخارج والاستفادة من الطفرة الانسانية الطارئة عند الغرب.

-مشاركة المعارضة بالانتخابات بأسماء غير واضحة الانتماء لكنها تمثل المعارضة.

-استدراك محور المقاومة لتعويض غيابه عن البحرين حتى لا تبقى يتيمة في المقايضات والتسويات السياسية المقبلة.

  • ان لا يذهب الاعلام المقاوم باتجاه التحشيد لمقاطعة الانتخابات لان جمهور المعارضة ذاهب الى المقاطعة والموضوع سوف يستخدم بشكل عكسي بتحفيز جبهة المولاة المسترخية والعازفة عن المشاركة، وأيضا هي معادية للاعلام المقاوم وبالتالي الدعوات الى المقاطعة ستستخدمها السلطة ضدنا في التحفيز السلبي الى شارع المولاة.
  • تسخيف الانتخابات الصورية واعتبارها تحصيل حاصل ولا تؤثر في الواقع السياسي شيء، وتأكيد تبعية البحرين للقرار السعودي وبالتالي فقدان الانتخابات للاستقلالية، والتركيز على وجود إشكاليات حقيقية تحدق بالبحرين منها الاشكال الاقتصادي، وسوء إدارة البلد وسوء إدارة للاقتصاد، وهذه المواضيع لن تحلحلها الانتخابات ولا مشاريع اقتصادية تعلن عنها السلطة.